بين خطاب الدريوش وواقع الأسواق السردين بـ25 درهماً يفضح هشاشة الاقتصاد الأزرق

فاطمة الزهراء ايت ناصر
بينما تؤكد الحكومة أن قطاع الصيد التقليدي يعيش دينامية كبيرة ويساهم بـ23 في المائة من الإنتاج البحري الوطني، ويؤمن 60 ألف منصب شغل مباشر بقيمة إنتاج بلغت 3,8 مليار درهم سنة 2024، تبدو الصورة على أرض الواقع مختلفة تماما.
فثمن السردين، الذي يُفترض أن يكون سمك الفقراء، وصل اليوم إلى 25 درهما للكيلوغرام في الأسواق، ما يطرح تساؤلات حقيقية حول جدوى السياسات العمومية التي يفترض أن تضمن الأمن الغذائي والعدالة الاجتماعية في البحر كما في البر.
الخطاب الرسمي يتحدث عن الاقتصاد الأزرق وتنمية مستدامة، لكن واقع الموانئ والأسواق يعكس خللا عميقا في منظومة التدبير والتوزيع، ويتسائل المهتمين حول سبب عجز الحكومة في توفير السردين بأسعار معقولة للمواطن البسيط والبلد يتوفر على واجهتين بحريتين تمتد على آلاف الكيلومترات ويصدر منتجات بحرية بمليارات الدراهم.
الحكومة تتحدث عن الشراكة مع البنك الدولي وبرامج تثمين المنتوج البحري، لكن حسب الخبراء المواطن لا يستفيد من هذا التثمين، والصياد التقليدي ما زال يواجه قوارب عشوائية تستنزف مصايده، وارتفاع كلفة الوقود، وضعف التجهيزات، بينما أرباح الوسطاء والمصدرين تتضاعف، أما المستهلك المغربي، فصار يقتني السمك بأسعار تنافس الدجاج واللحم الأحمر، في مفارقة مؤلمة تكشف عمق الهوة بين الخطاب التنموي والواقع المعاش.





