بيوكرى.. تأسيس رابطة مدنية جديدة لتعزيز المواطنة والسلم الاجتماعي

حسين العياشي
أعلنت مجموعة من جمعيات المجتمع المدني الفاعلة في مدينة بيوكرى، عاصمة إقليم اشتوكة أيت باها، عن تأسيس إطار تنسيقي جديد تحت اسم “رابطة جمعيات المجتمع المدني من أجل المواطنة”. وتأتي هذه المبادرة كرد فعل منظم على الأحداث التخريبية التي شهدتها المدينة وعدد من ربوع المغرب، في محاولة لإعادة ترتيب العمل المدني وتعزيز دوره في حماية السلم الاجتماعي والممتلكات العامة والخاصة.
وجاء الإعلان عن التأسيس في بيان مشترك صدر يوم السادس من أكتوبر 2025، حيث أوضح ممثلو الجمعيات أن مبادرتهم تهدف إلى توحيد الجهود بين مختلف الهيئات المدنية وتأكيد التفريق الواضح بين مشروعية المطالب الاجتماعية والاقتصادية للشباب وبين مظاهر الشغب والتخريب التي ترفضها الجمعيات بشكل قاطع.
وأكد البيان أن التحرك المدني جاء استجابةً للأحداث التي شهدتها المدينة مساء الأربعاء الماضي، والتي اعتبرتها الجمعيات ابتعادًا عن أساليب الاحتجاج الحضاري والسلمي. ورغم هذا، شدد ممثلو الرابطة على مشروعية مطالب الشباب، خصوصًا جيل Z، معتبرين إياها انعكاسًا لأوضاع اجتماعية واقتصادية حقيقية تتطلب الاستماع والمعالجة.
وفي المقابل، أكدت الرابطة على رفضها التام لأي أعمال شغب أو تخريب، مشددة على ضرورة الحفاظ على السلم الاجتماعي وحماية الممتلكات العامة والخاصة. كما وجهت دعوة واضحة إلى المؤسسات والسلطات المنتخبة لدعم المبادرات المدنية الجادة التي تطلقها الجمعيات والفاعلون المدنيون، مع التأكيد على رفض أي استغلال سياسي للظروف الراهنة لتصفية الحسابات أو المس بأمن الوطن، أو الدفع بالقاصرين نحو المواجهة.
ولم تغفل الرابطة دور الأسرة في هذه المرحلة، حيث دعت الأسر إلى ضبط وتوجيه أبنائها القاصرين وحمايتهم من التأثيرات السلبية للمحرضين على العنف، مؤكدين أن المجتمع المدني والأسر يجب أن يتضافرا للحفاظ على استقرار المدينة وأمنها.
ويتمثل الهدف الرئيسي من تأسيس “رابطة جمعيات المجتمع المدني من أجل المواطنة ببيوكرى” في تعزيز العمل الميداني المشترك وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات الاجتماعية والأمنية. واختتم البيان بدعوة مفتوحة لكل الجمعيات الجادة في المدينة للانخراط في هذا الإطار، وتقديم اقتراحات عملية للمراحل المقبلة، بما يرسخ مرحلة جديدة من العمل المدني المنظم والمسؤول في بيوكرى.