
فاطمة الزهراء ايت ناصر
“نشعر بالإحباط لأن المواعيد نادرة ومتباعدة، والتأخر يصل أحياناً إلى 18 شهراً”… بهذا التصريح الصريح عبّر حميد عدو، الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية، عن استيائه من تأخر شركة “بوينغ” الأمريكية في تسليم الطائرات المتفق عليها، في مقابلة إعلامية مع شبكة أمريكية، ما فتح الباب أمام موجة من التساؤلات حول العلاقة بين “لارام” والمصنّع الأمريكي.
عدو أوضح أن هذا التأخر لا يرتبط بأي حوادث فنية أو تقنية كما جرى سابقاً، بل يتعلق بخلل واضح في التزامات التسليم المبرمجة سلفاً. لكنه استدرك بنبرة تفاؤلية أن “الأمور تسير الآن في الاتجاه الصحيح”، في إشارة إلى بوادر تحسن في وتيرة التسليمات.
وأكد المدير العام لـ”لارام” أن المغرب تسلم خلال هذا الأسبوع 3 طائرات من طراز B737-MAX، في انتظار وصول 7 وحدات إضافية من نفس الطراز قبل نهاية دجنبر 2025، مشيراً إلى أن بعضها سيكون مجهزاً بمقاعد قابلة للتمدد الكامل في درجة رجال الأعمال، في خطوة لرفع جودة الخدمات.
وفي سياق موازٍ، كشفت وكالة “رويترز” أن الخطوط الملكية المغربية في طريقها لإبرام صفقة كبيرة مع “بوينغ” لتجديد أسطولها، بينما تحاول شركة “إيرباص” دخول السباق عبر عرض يشمل 20 طائرة من طراز A220. أما وكالة “بلومبرغ”، فقد أفادت أن الشركة تدرس اقتناء 74 طائرة جديدة من “بوينغ”، تتوزع بين 24 “787 دريملاينر” للرحلات الطويلة، و50 “737” للرحلات القصيرة، إلى جانب صفقة محتملة مع “إيرباص”.
ويأتي كل هذا ضمن خطة استراتيجية بعيدة المدى، كشف عنها عدو في يونيو 2024، ترمي إلى رفع عدد طائرات الشركة من 50 إلى نحو 200، من خلال مفاوضات مع كبريات شركات التصنيع: “بوينغ”، “إيرباص” و”إمبراير” البرازيلية.
هذه الاستراتيجية التنموية تُترجم أيضاً من خلال عقد البرنامج 2023-2037، الذي وقعه عدو مع رئيس الحكومة عزيز أخنوش في يوليوز 2023، والهادف إلى رفع الطاقة الاستيعابية للنقل الجوي إلى 65 مليون مسافر سنوياً في أفق 2037، تماشياً مع التوجيهات الملكية لتعزيز موقع المغرب كمركز إقليمي للنقل والسياحة.
ولتنفيذ هذا المخطط الطموح، قررت الحكومة رفع مساهمتها في رأسمال “لارام”، في إطار دعم تنافسيتها وتجهيزها للاستحقاقات المستقبلية، حيث تُقدّر القيمة الاستثمارية لهذا المشروع بـ25 مليار دولار، مما يجعل منه رافعة كبرى لتحديث قطاع الطيران الوطني ومواكبة الطموح المغربي في السماء العالمية.





