تازة.. مختلّ عقلي يعمّق مخاوف الساكنة بعد اعتداء عنيف وسط المدينة

جمال بلـــة

عاشت مدينة تازة، مساء الثلاثاء 14 أكتوبر الجاري، على وقع حادث صادم أربك المارة ورواد المقاهي بشارع محمد الخامس، بعدما أقدم شخص يعاني اضطرابات عقلية على تنفيذ اعتداء عنيف ولفظي استهدف عدداً من المواطنين دون سابق إنذار، في مشهد زرع الرعب في قلوب الساكنة.

تفيد المعطيات التي حصل موقع “إعلام تيفي” من شهود عيان، أن المعتدي، الذي بدت عليه علامات اضطراب نفسي واضح، كان يتجول في الشارع وهو يحمل سكيناً قبل أن يهاجم بعض الأشخاص بطريقة عشوائية، ليتجه بعد ذلك نحو المركب التجاري المجاور. وهناك، لجأ إلى المراحيض العمومية حيث أقدم على إيذاء نفسه بنفس الأداة الحادة، في لحظات من الفوضى والارتباك التي عمّت المكان.

الواقعة استنفرت السلطات المحلية والأمنية، إذ حلّت بعين المكان عناصر الشرطة وقائد الملحقة الإدارية الثانية رفقة أعوان السلطة، إلى جانب سيارة إسعاف تابعة للمصالح الصحية. وتم نقل المعني بالأمر على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي لتازة، قبل أن يُتخذ قرار بتحويله إلى مستشفى الأمراض العقلية بالمدينة لتلقي العلاجات الضرورية ووضعه تحت المراقبة الطبية.

هذا الحادث لم يمرّ دون أن يثير موجة من الغضب والتذمر بين سكان تازة، الذين عبّروا عن قلقهم المتزايد من تكرار مثل هذه الحوادث في ظل تزايد أعداد المختلين عقلياً والمتشردين الذين يجوبون شوارع وأحياء المدينة في غياب تدخلات حازمة. الساكنة ترى في هذه الظاهرة تهديداً مباشراً لأمنها وسلامتها، خاصة بعد سلسلة من الوقائع المروعة التي عاشتها تازة خلال الأشهر الأخيرة.

ويستحضر العديد من المواطنين، بمرارة، الجريمة البشعة التي شهدتها المدينة مساء الخميس 9 أكتوبر الجاري، حين أقدم شخص يعاني من اضطرابات عقلية على الاعتداء بشكل دموي على طفل لا يتجاوز الثانية عشرة من عمره، ليفارق الحياة متأثراً بجروحه في مشهد مأساوي خلّف صدمة عميقة لا تزال آثارها عالقة في الذاكرة الجماعية للمدينة.

في ظل هذا الوضع، يطالب سكان تازة السلطات المحلية والأمنية بتكثيف الحملات الميدانية للحد من تجوال المختلين والمتشردين، وإيجاد حلول مؤسساتية وإنسانية تضمن حمايتهم وحماية المواطنين في الآن نفسه. فالحادث الأخير، وإن انتهى دون خسائر بشرية، يعيد إلى الواجهة سؤال الأمن الاجتماعي، ومسؤولية المؤسسات في رعاية هذه الفئات الهشة قبل أن تتحول معاناتها إلى مأساة جماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى