تاهلة.. ندوة دولية تستحضر قيم المسيرة الخضراء ودورها في بناء الوحدة الترابية للمملكة

جمال بلـــة
تزامناً مع الاستعدادات لإحياء الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، وفي سياق الجهود المتواصلة لتثبيت الوعي بتاريخها وما رسخته من وحدة ترابية وسيادة وطنية، تُعلن جماعة تاهلة والمركز الأفرومتوسطي للتفكير والدراسات القانونية والسوسيو-اقتصادية وجمعية المبادرة الوطنية للتنمية والنهوض بالمرأة القروية عن تنظيم ندوة دولية يوم السبت 8 نوفمبر الجاري بمقر الجماعة، تحت عنوان: «ذكرى عيد المسيرة الخضراء محطة لاستحضار قيم الوطنية وهندسة التنمية». ويأتي هذا الموعد، وفق المنظمين، تفاعلاً مع المستجدات المرتبطة بالقضية الوطنية وبخاصة القرار الأخير لمجلس الأمن الداعم لمبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الإطار الأنسب لتسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
وبحسب بلاغ مشترك للهيئات المنظمة، تروم الندوة إبراز البعدين التاريخي والسياسي للمسيرة الخضراء، واستعادة منظومة القيم الوطنية والوحدوية التي أطلقتها قبل خمسة عقود، وجعلتها مرجعاً مؤسِّساً لاختيارات المغرب التنموية والدبلوماسية. ويرى المنظمون أن استحضار هذه القيم اليوم ليس استذكاراً احتفالياً فحسب، بل قراءة في راهنيتها وقدرتها على إضاءة أسئلة التنمية والعدالة المجالية وتثمين المنجز الوطني.
وتُعقد الندوة بشراكات أكاديمية ومهنية واسعة، في مقدمتها جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس وعدد من كلياتها ومختبراتها العلمية، إلى جانب نادي قضاة المغرب والمجلة الأفرومتوسطية للدراسات والأبحاث المعاصرة. وتكتسب—as يؤكد البلاغ—أهمية خاصة في ضوء ما يصفه بـ«الانتصار التاريخي» المتحقق داخل أروقة مجلس الأمن، حيث يشير المنظمون إلى أن القرار الأممي الأخير كرس دعم مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد للقضية، وهو توصيف يورده البلاغ على مسؤوليته، بما يعزز—في منظورهم—رصيد المغرب ومصداقيته في الدفاع عن وحدته الترابية.
ومن المرتقب أن تشهد الجلسات مشاركة نخبة من الأساتذة الجامعيين والباحثين والخبراء والمسؤولين من داخل المغرب وخارجه، من تونس والجزائر وبلجيكا، لمدارسة تفاعلات الشرعية الوطنية التي تمثلها المسيرة الخضراء مع الشرعية الدولية التي يتوقف عندها القرار الأممي الأخير. وسيُقارب المتدخلون سبل تحويل هذا التقاطع إلى قوة دفع مؤسسية للتنمية، ورافعة لتحديث الخطاب العمومي حول الصحراء المغربية، واستثمار المنجز الدبلوماسي في توسيع آفاق الشراكات والتعاون.
وتؤكد الجهة المنظمة أن ذكرى المسيرة الخضراء تظل حدثاً وطنياً متجدداً في الذاكرة المغربية، ومصدراً دائماً لإلهام قيم السلم والوحدة والعمل المشترك، وتجسيداً لرؤية ملكية تروم بناء مغرب حديث ومنفتح، راسخ في ثوابته وماضٍ بثقة في مسارات التنمية والعدالة والاندماج المجالي. بهذه الروح، تراهن الندوة على تحويل الاستذكار إلى فعل معرفي وحواري يُعيد وصل التاريخ بحاجات الحاضر وتطلعات المستقبل.





