تحالف عالمي يُطلق مركز AI في المغرب
فاطمة الزهراء ايت ناصر
في خطوة نوعية تعكس التحول الرقمي العميق الذي يشهده المغرب، أعلنت شركة “نيفر” الكورية، الرائدة في مجال الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، عن تأسيس مركز ضخم للبيانات مخصص لتقنيات الذكاء الاصطناعي فوق التراب المغربي، بشراكة مع عملاق التكنولوجيا الأمريكي “نيفيديا”، وذلك بهدف تزويد السوق الأوروبية بخدمات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
ونشرت صحيفة Maeil Business Newspaper الكورية، اليوم الجمعة، مقالا موسعًا عن الموضوع بعنوان:
“Naver and NVIDIA set up an AI data center in Morocco to target the European market”،
أي: “نيفر ونيفيديا تؤسسان مركز بيانات للذكاء الاصطناعي في المغرب لاستهداف السوق الأوروبية”.
ووفقًا للتقرير، يأتي هذا المشروع في إطار تحالف دولي يضم أيضًا شركة “نيكسوس كور سيستمز” البريطانية وشركة الاستثمار الإفريقية Lloyd Capital، حيث سيتم إنشاء مركز بيانات بقدرة إجمالية تصل إلى 500 ميغاواط، يعتمد بالكامل على الطاقة المتجددة.
اختيار المغرب ليس اعتباطيًا، إذ تؤكد الصحيفة الكورية أن الموقع الاستراتيجي للمملكة، على بُعد 15 كيلومترًا فقط من أوروبا، يمنحها أفضلية جغرافية هامة لتكون مركزًا إقليميًا لتقديم خدمات الذكاء الاصطناعي نحو الأسواق الأوروبية والشرق أوسطية والإفريقية.
ومن المقرر أن تنطلق المرحلة الأولى من المشروع في الربع الأخير من سنة 2025، بقدرة تشغيلية مبدئية تصل إلى 40 ميغاواط، مستخدمة أحدث وحدات المعالجة الرسومية GB200 التي تطورها “نيفيديا”، مع خطط لبلوغ السعة الكاملة البالغة 500 ميغاواط.
بحسب Maeil Business Newspaper، فإن المشروع يندرج في إطار ما يعرف بـ “الذكاء الاصطناعي السيادي” (Sovereign AI)، الذي يراهن على تخزين ومعالجة البيانات محليًا، بما يضمن احترام خصوصية البيانات والسيادة الرقمية، وهي نقطة محورية في السياسات الأوروبية الجديدة.
ولضمان تشغيل هذا المركز بالطاقات النظيفة، وقّع التحالف اتفاقية شراكة مع شركة “طاقة المغرب” لتوفير الطاقة المتجددة بشكل موثوق ومستدام، ما يعزز التزام المشروع بالتحول البيئي ومبادئ التنمية المستدامة.
يمثل هذا المشروع واحدًا من أضخم الاستثمارات الرقمية التي تشهدها المملكة في السنوات الأخيرة، ويُنتظر أن يعزز موقع المغرب كقطب رقمي إقليمي في إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط.
وتُظهر بيانات منصة Statista أن سوق مراكز البيانات في المغرب يتجه نحو نمو قوي، إذ يُتوقع أن يُحقق عائدات تناهز 746 مليون دولار خلال سنة 2025، مع معدل نمو سنوي يُقدر بـ 5.3%، ليصل إلى 917 مليون دولار بحلول 2029.
ويعكس هذا المشروع الطموح التحول الجذري الذي يشهده المغرب في مجال التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي، ويضع المملكة على خارطة كبار الفاعلين الدوليين في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية. وهو ما قد يفتح آفاقًا واعدة للتعاون العلمي، ونقل المعرفة، وتكوين الكفاءات المغربية في واحدة من أكثر الصناعات تقدمًا وتأثيرًا في العالم المعاصر.
