تحذير من الحليب غير المبستر وسط غياب بلاغ رسمي

فاطمة الزهراء ايت ناصر

قال علي شتور، رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق المستهلك، إن الجمعية لم تتلقَّ أي شكاية رسمية أو موثقة بخصوص ما يُتداول حول تسبب الحليب غير المبستر في أعراض صحية مقلقة شبيهة بداء السل، مشدداً على أن ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي يبقى ضمن دائرة العالم الافتراضي، ولا يمكن اعتباره مصدرًا موثوقًا للمعلومة.

وأوضح شتور ل”إعلام تيفي“، أن الجمعية تعتمد في عملها على المصادر الرسمية والمعطيات الدقيقة، مبرزاً أن “الخبر مقدس”، وأن التعامل مع القضايا الصحية الحساسة يتطلب التفريق بين نقل المعلومة الحقيقية والتعبير عن الآراء أو التخمينات.

وفي سياق التحسيس، نبه شتور المواطنين إلى خطورة اقتناء الحليب من مصادر غير مضمونة، خاصة الذي يُعرض بشكل عشوائي على الطرقات أو أمام المساجد، مشيراً إلى إمكانية تلوثه بالبكتيريا بسبب ظروف الحفظ غير السليمة أو الأواني غير المعقمة.

وأكد أن الحليب المبستر والمعقم المتوفر في الأسواق يبقى الخيار الأكثر أماناً، لكونه يخضع لمعالجة حرارية تقلل من خطر الجراثيم مع الحفاظ على قيمته الغذائية. كما دعا وزارة الصحة إلى إصدار بلاغ رسمي لتوضيح حقيقة ما يروج وطمأنة المواطنين لتفادي انتشار الهلع أو المعلومات المضللة.

وحذّر رئيس الجمعية من شراء منتجات الحليب التقليدية، مثل الزبدة والرايب واللبن، التي تُباع في أماكن عامة دون رقابة، محذراً بشكل خاص من اللبن المعبأ في قنينات بلاستيكية مجهولة المصدر، والتي غالباً ما تكون ملوثة أو سبق استعمالها في أماكن غير صحية.

وسلط الضوء على خطر “السيكوك” المُباع في الفضاءات العامة، مشيراً إلى أن الأدوات المستعملة لتقديمه تُغسل مراراً في نفس الماء، ما قد يُسهم في نقل أمراض خطيرة من قبيل التهاب الكبد الفيروسي “سي”، والذي قد يؤدي في بعض الحالات إلى مضاعفات خطيرة.

واختتم شتور حديثه بالتأكيد على أن الوقاية مسؤولية مشتركة بين المواطن والمؤسسات، داعياً إلى رفع الوعي بأهمية النظافة وسلامة المنتجات الغذائية، خاصة تلك المعروضة خارج القنوات القانونية والرقابية.

وحذر د. طيب حمضي، طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية، من المخاطر الصحية المرتبطة باستهلاك الحليب ومشتقاته التي لم تخضع لمعالجة حرارية آمنة، مثل اللبن والزبادي وبعض أنواع الجبن.

وأشار ل”إعلام تيفي”  إلى أن هذه المنتجات تُعتبر المصدر الرئيسي لانتقال داء السل من الحيوانات إلى الإنسان، بالإضافة إلى إمكانية انتقال أمراض أخرى خطيرة مثل الإسهال، التسمم الغذائي، والقيء، التي قد تتسبب في مضاعفات صحية خطيرة في بعض الحالات.

وشدد الدكتور حمضي على أهمية شراء الحليب ومنتجاته من مصادر موثوقة تخضع لمراقبة بيطرية صارمة، كما أشار إلى ضرورة إجراء عمليات التلقيح والمراقبة للمنتجات الحيوانية لضمان سلامتها.

واعتبر أن الحليب المبستر هو الخيار الأفضل للحد من انتشار الأمراض المنقولة عن طريق الغذاء، مؤكدًا أن تطبيق معايير السلامة الغذائية يعد السبيل الأمثل للحفاظ على صحة الأفراد.

في الختام، أكد الدكتور على ضرورة تجنب استهلاك الحليب غير المبستر ومشتقاته من خارج نطاق الرقابة الرسمية، محذرًا من المخاطر الصحية التي قد تنجم عن ذلك. ودعا المواطنين إلى اتباع الإجراءات الوقائية للحفاظ على الصحة العامة والابتعاد عن المنتجات المجهولة المصدر.

الجرثومة المسببة لداء السل لا تقتصر على الإنسان فقط، بل تصيب أيضًا عدداً من الحيوانات مثل الأبقار، الأغنام، الماعز، الكلاب والقطط، وهو ما يرفع من احتمال انتقال العدوى إلى الإنسان، خاصة عبر استهلاك الحليب غير المبستر أو مشتقاته.

وتُظهر تقارير صادرة عن منظمة الصحة العالمية أن نحو 10 في المئة من حالات السل لدى البشر في بعض البلدان تعود لأسباب مرتبطة بالحيوانات، في حين تنتقل النسبة الكبرى، أي حوالي 90 في المئة، من إنسان إلى آخر.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى