تحرير الملك العمومي بمكناس هل هو حل جذري أم إجراء مؤقت؟
مكناس: حسن الحسني علوي
باشرت السلطات المحلية بالملحقة الإدارية الأولى مساء يوم الخميس ليلًا ، حملة تطهيرية لتحرير الملك العمومي من الفراشة والباعة المتجولين في عدة مناطق بالمدينة القديمة، تحت إشراف الباشا، وبمساندة قياد الملحقات الإدارية التابعة لمنطقة الإسماعيلية.
الحملة التي جاءت في إطار تنظيم الفضاء العام، بدأت بشارع السكاكين والبزازين، قبل أن تنتقل إلى قيسارية الشريشرة، التي تعد مكانًا خاصًا لانتشار عربات الباعة والطاولات العشوائية.
تهدف إلى محاربة انتشار ظاهرة احتلال الملك العمومي، التي باتت تعرقل حركة السكان والمارة، وتؤثر على جمالية المدينة ونظامها العام.
رغم أن الساكنة استبشرت خيرا بهذه الخطوة، يظل السؤال الأهم هو مصير هؤلاء الباعة المتجولين بعد منعهم من ممارسة نشاطهم في تلك الفضاءات.
هذه الفئة تعتمد على هذا النشاط كمصدر وحيد للرزق، ومع غياب حلول بديلة واضحة، وفي ظل غياب أسواق نموذجية أو فضاءات مخصصة لهذه الفئة، مما سيعيد المشكلة الى نقطة الصفر فالباعة سيبحثون عن أماكن اخرى في انتظار ترحيلهم .تصبح الحملات مجرد حلول مؤقتة فقط تؤجل المشكلة بدلاً من حلها جذريًا.
ويبقى التحدي الأكبر أمام السلطات المحلية في مكناس هو تحقيق توازن بين متطلبات النظام العام واحتياجات هذه الفئة الهشة. بدون بدائل عملية ومستدامة، قد تتحول الحملات التطهيرية إلى مجرد حلول مؤقتة لا تقدم إجابات حقيقية للإشكالية.