تراجع الهجرة غير النظامية خارج القارة الإفريقية بفعل القيود المتزايدة (تقرير)

إيمان أوكريش/ تقارير

كشف تقرير لمركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية حول اتجاهات الهجرة الإفريقية خلال سنة 2025، أن القيود المفروضة على الهجرة غير النظامية خارج القارة، وتفاقم أسباب الطرد، ستظل من القضايا الرئيسية التي تؤثر على الأمن الإفريقي، مما يبرز الحاجة إلى حلول إقليمية أكثر ابتكارًا للتعامل مع تنقل السكان داخل القارة.

وأشار إلى أن تشديد الإجراءات الحدودية على طرق العبور نحو أوروبا أدى إلى انخفاض ملحوظ في أعداد المهاجرين غير النظاميين المغادرين لإفريقيا خلال العام الماضي، حيث انخفض عدد الواصلين إلى أوروبا ودول الخليج إلى 146 ألف مهاجر خلال سنة 2024، مقارنة بـ282 ألفا سنة 2023.

وأوضح أن هذا الانخفاض يعكس تأثير التدابير التي يمولها الاتحاد الأوروبي في شمال وغرب إفريقيا، مبرزًا في هذا السياق جهود المغرب، الذي منع أكثر من 45 ألف محاولة عبور إلى أوروبا، وقام بتفكيك 177 شبكة لتهريب المهاجرين، إلى جانب إنقاذ أكثر من 10 آلاف شخص في عرض البحر.

ورغم هذا التراجع، أشار التقرير إلى أن عدد الوفيات والاختفاءات بين المهاجرين غير النظاميين الأفارقة بلغ أكثر من 4,460 حالة خلال العام الماضي، إلا أن هذا الرقم يمثل انخفاضًا بنسبة 15% مقارنة بالعام السابق.

كما سجل التقرير اعتراض حوالي 36 ألف مهاجر إفريقي خلال العام الماضي، لافتًا إلى أن تكثيف عمليات الاعتراض في شمال وغرب إفريقيا دفع المهاجرين إلى تغيير مساراتهم، حيث أصبح المحيط الأطلسي وجهة أكثر نشاطًا مقارنة بالطريق التقليدي عبر وسط البحر الأبيض المتوسط.

وفيما يتعلق بأصل المهاجرين، كشف أن مالي تصدرت قائمة الدول الإفريقية المصدرة للمهاجرين غير النظاميين إلى أوروبا خلال سنة 2024، بحوالي 16 ألف مهاجر، بعدما كانت غينيا في المقدمة سنة 2023 بأكثر من 21 ألف مهاجر.

واعتبر التقرير أن هذه الأرقام تعكس الأوضاع الصعبة في ظل حكم المجالس العسكرية في كلا البلدين، والتي أدت إلى تزايد القمع وتراجع فرص العيش.

من جهة أخرى، أشار إلى تونس كنموذج مشابه، حيث احتل مواطنوها المرتبة الأولى في عدد حالات اعتراض المهاجرين على السواحل الأوروبية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ما يعكس تدهور الأوضاع السياسية في البلاد.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى