ترسيم الأمازيغية في منظومة التعليم العالي..السنتيسي يسائل الحكومة والميراوي يرد

 

خديجة بنيس: صحافية متدربة

وجه النائب البرلماني إدريس السنتيسي، عن الفريق الحركي، سؤالاً شفوياً لوزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي، حول موضوع الأمازيغية بين المرجعية الدستورية وظروف التنزيل والتفعيل. تساءل فيه عن مستقبل المخطط القطاعي لترسيم الأمازيغية في منظومة التعليم العالي.

وأشار إلى أن الهدف من هذه المداخلة هو تثبيت المكتسبات وتحصينها، وليس استغلال الهفوات، خاصة وأن آجال تفعيل هذا القانون تبقت منها شهرين فقط.

وسجل السنتيسي أن ما قامت به مدرسة فهد، التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، والتي اعتبرت الأمازيغية لغة أجنبية في بلدها، يعيد السؤال حول مدى الالتزام بدستور 2011 وبالقوانين التنظيمية مثل القانون الإطار للتربية والتكوين والبحث العلمي والقانون التنظيمي للأمازيغية.

وأكد إلى أن فريق حزب الحركة الشعبية، باعتماد المقاربة الاقتراحية قدم منذ بداية الولاية الحالية مجموعة من المقترحات لم تُبرمج بعد، بما في ذلك توحيد المحاكم لإدراج الأمازيغية كلغة للتقاضي، إضافة إلى اقتراح إحداث الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية كما تنص على ذلك المادة 7 من القانون التنظيمي للأمازيغية، بالإضافة إلى مقترح قانون يتعلق بمدونة الشغل لتحرير عقود العمل باللغة العربية أو الأمازيغية.

تفاعلا مع سؤال السنتيسي أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار أن موضوع الأمازيغية يندرج ضمن القضايا التي تلقى الوزارة اهتماماً كاملاً، في إطار ترسيخ سياسة لغوية تعزز مكانة اللغات الوطنية: العربية والأمازيغية، إلى جانب الانفتاح على اللغات الأجنبية.

وأوضح ميراوي في معرض إجابته أن مدرسة فهد والوزارة قد اعتذرتا عما بدر منهما، وقدمت اعتذاراً، مؤكداً على أن مثل هذه الأخطاء لن تتكرر.

وجدد الميراوي تأكيده على حرص الوزارة التام على تثمين هذا الرصيد المشترك لجميع المغاربة، وعلى انخراطها الكامل في تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، من خلال إرساء برنامج متكامل يشمل اعتماد 25 مسلكاً في الدخول الجامعي المقبل، بالإضافة إلى 5 مسالك في الإجازة و6 في الماستر، و14 مسلكاً في إجازة التربية، يتضمن وحدة خاصة بالأمازيغية، مشيراً إلى النقص في أساتذة ومعلمي اللغة الأمازيغية.

وأضاف أنه تم إحداث مسلك نموذجي وطني في سلك الإجازة في التربية لتخصص التعليم الابتدائي باللغة الأمازيغية، وقد تم اعتماده في المدرسة العليا للأساتذة بالرباط والمدارس العليا للتربية والتكوين في وجدة وقنيطرة وبني ملال والمدرسة العليا للتربية والتكوين بأكادير، حيث سيتم فتح هذا المسلك ابتداءً من شتنبر المقبل.

وأشار الوزير أيضا إلى إدراج المكون الأمازيغي في الوحدات الأفقية لأول مرة، التي تعنى بالثقافة الوطنية، من خلال وحدات تكوينية خاصة بالتاريخ واللغة والثقافة الأمازيغية.

وأوضح أن الحكومة عملت بالتنسيق مع الجامعات على إحداث العديد من بنيات البحث العلمي ذات الصلة باللغة والثقافة والهوية الأمازيغية بهدف إغناء الرصيد المعرفي والثقافي للبلاد.

وفي السياق نفسه، أكد الوزير على مشاركة الوزارة في البرامج الرامية إلى صون اللغة والهوية الثقافية الأمازيغية، من خلال الشراكات التي تربطها بالعديد من المؤسسات، على رأسها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، حيث تسهم الوزارة في استفادة المعهد من خدمات وخبرات الأساتذة الباحثين الجامعيين المتخصصين.

وخلص إلى أن الوزارة مستعدة للمساهمة مع جميع الأطراف المعنية في تعزيز هذا الاختيار الدستوري، مؤكداً على أن الوزارة تكرس كل جهودها لنجاح ورش تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وفقاً لمقتضيات دستور المملكة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى