تزايد فضائح الفساد يهز الكرة المغربية قبيل مونديال 2030

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

كرة القدم المغربية تعيش على وقع فضائح متكررة تضرب مصداقية الأندية الوطنية، في وقت يسعى فيه المغرب لترسيخ مكانته كوجهة رياضية عالمية قبيل استضافة كأس العالم 2030. القضايا التي تطال عدداً من الرؤساء الحاليين والسابقين للأندية الوطنية لا تتوقف عند مجرد أخطاء إدارية، بل تتعدى ذلك إلى ملفات ثقيلة تتعلق بالفساد المالي وخيانة الأمانة، ما يهدد سمعة الكرة الوطنية ويلقي بظلاله على مستقبلها

محمد بودريقة ومذكرات البحث الدولية
لا تزال لعنة الفساد تلاحق الرؤساء السابقين لنادي الرجاء الرياضي، وكان آخرهم محمد بودريقة، الذي اعتُقل في ألمانيا بناءً على مذكرة بحث دولية صادرة عن الشرطة الأوروبية “أوروبول”. بودريقة، الذي شغل مناصب متعددة، يواجه تهماً تتعلق بعدم توفير مؤونة شيكات وقضايا مالية معقدة. اعتقاله جاء ليُضاف إلى سلسلة الفضائح التي طالت النادي، مما دفع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى شغور منصبه، وتم انتخاب عادل هلا خلفاً له.

سعيد الناصيري وملف “إسكوبار الصحراء”
تسبب ملف “إسكوبار الصحراء” في إيداع رئيس الوداد الرياضي، سعيد الناصيري، السجن بتهم متعددة تشمل التزوير والاتجار بالمخدرات، واستغلال النفوذ، ومخالفات قانون الصرف. اعتقال الناصيري ألقى بظلاله على نادي الوداد، الذي عانى من أزمة رياضية وإدارية بعد توقيفه، قبل أن يتم انتخاب هشام آيت منا كرئيس جديد للنادي.

عزيز البدراوي وغياب الشفافية في التسيير
عزيز البدراوي، الذي كان يرأس الرجاء الرياضي، أُوقف بسبب اتهامات بالاختلاس وخرق اتفاقيات التدبير المفوض في جماعة بوزنيقة. البدراوي، الذي كان يدير شركات نظافة، وُجهت إليه تهم بتضخيم تكاليف العقود وغياب الشفافية. اعتقاله جاء نتيجة تحقيقات دقيقة كشفت مخالفات جسيمة أضرت بالمال العام.

محمد الحيداوي وفضيحة تذاكر مونديال قطر
محمد الحيداوي، رئيس أولمبيك آسفي، وجد نفسه خلف القضبان بعد تورطه في فضيحة بيع تذاكر مونديال قطر بتسعيرات غير قانونية. أدانته المحكمة بسنة ونصف سجناً نافذاً، وأعقب ذلك حكم آخر بالسجن الموقوف التنفيذ بتهم استمالة أصوات الناخبين في المجلس الإقليمي لآسفي.

رؤساء آخرون وقضايا فساد متشعبة
شملت قضايا الفساد أيضاً أسماء أخرى مثل محمد مبديع، الذي اعتُقل بتهم اختلاس أموال عمومية وتبديدها، ومحمد بوشحاتي، الرئيس السابق لشباب الحسيمة المتورط في الاتجار بالمخدرات، إلى جانب رشيد التمسماني، الرئيس السابق للمغرب التطواني، الذي واجه قضايا اتجار دولي بالمخدرات.

محمد مبديع وفضائح التسيير
محمد مبديع، الرئيس السابق لنادي اتحاد الفقيه بن صالح والوزير السابق، وُضع رهن الاعتقال في سجن “عكاشة” بناءً على تحقيقات تتعلق بتبديد أموال عامة واختلاسها. يواجه مبديع تهماً تشمل التزوير، الارتشاء، واستغلال النفوذ، وهو ما ألقى بظلال ثقيلة على سمعته السياسية والرياضية.

محمد بوشحاتي وشبكات الاتجار بالمخدرات
محمد بوشحاتي، الرئيس السابق لشباب الحسيمة، تورط في قضايا مرتبطة بتكوين عصابات إجرامية والاتجار الدولي في المخدرات. تم إصدار مذكرة اعتقال بحقه، وهو ما جعله من أبرز الأسماء المتورطة في قضايا تهدد سمعة الرياضة الوطنية.

سعيد شعو والهروب إلى هولندا
سعيد شعو، الرئيس الأسبق لنادي الرجاء الرياضي الحسيمي، تورط في قضايا تجارة المخدرات والرشوة، ما دفعه للهروب إلى هولندا حيث يعيش حتى الآن. شعو كان قد انتُخب رئيساً للنادي سنة 2008 لكنه تخلى عن المنصب سريعاً بسبب المتابعات القضائية.

رشيد التمسماني والاتجار الدولي بالمخدرات
رشيد التمسماني، الرئيس السابق لنادي المغرب التطواني، وُجهت إليه اتهامات بالضلوع في شبكات الاتجار بالمخدرات خلال فترة التسعينيات. بعد هروبه إلى إسبانيا، تم تسليمه للمغرب حيث قضى عقوبة بالسجن قبل أن يستفيد من عفو ملكي. لكن التمسماني عاد مجدداً لواجهة القضايا القضائية بعد تورطه مرة أخرى في شبكات التهريب الدولي.

محمد أوزال وقضية خيانة الأمانة
أُدين محمد أوزال، الرئيس الأسبق لنادي الرجاء الرياضي، بثلاث سنوات ونصف حبسًا نافذًا وغرامة قدرها ألف درهم، بعد اتهامه بخيانة الأمانة والنصب وإصدار شيكات بدون رصيد. كما أُلزم بدفع 200 مليون سنتيم لشركة تأمين، بناءً على شكوى تتعلق بخرق اتفاق شراكة. هذه القضية تسلط الضوء على أزمة الفساد المالي التي تواجه بعض رموز كرة القدم المغربية.

عزيز البدراوي وملف اختلاس الأموال
تورط عزيز البدراوي، الرئيس السابق لنادي الرجاء الرياضي، في قضية اختلاس أموال عمومية وغياب الشفافية، حيث أودع السجن بعد تحقيقات تتعلق بإدارته لشركة نظافة بموجب عقد تدبير مفوض مع جماعة بوزنيقة. التحقيقات كشفت عن تضخم التكاليف ومخالفات جسيمة، ما أدى إلى متابعة البدراوي بتهم الفساد المالي والإداري. وتضاف قضيته إلى سلسلة فضائح فساد تهز تسيير الأندية المغربية.

إصلاح المنظومة ضرورة مُلحة
كل هذه القضايا تكشف عن الحاجة الماسة إلى تفعيل آليات الرقابة والشفافية في التسيير الرياضي. ومع تكرار هذه الفضائح، تبرز الحاجة الملحة إلى إصلاح جذري للقطاع الرياضي وتفعيل الرقابة على صرف الأموال العمومية، خاصة في ظل الديون المتراكمة على الأندية. كما أصبح تحسين الشفافية ومكافحة الفساد ضرورياً لضمان مصداقية المنظومة الرياضية الوطنية، خصوصاً مع اقتراب تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى