تقرير يكشف عن دور الجزائر في التأثير على سياسة تونس وعلاقاتها بالخليج

فاطمة الزهراء ايت ناصر
تتصاعد التساؤلات حول دور الجزائر في التأثير على السياسة التونسية وعلاقاتها مع دول الخليج، وفقًا لتقرير صادر عن مركز “البيت الخليجي للدراسات والنشر”.
وأبرز التقرير أن الجزائر، رغم تصريحات الرئيس عبد المجيد تبون عن التدخل “بلطف” بين الفرقاء التونسيين، أظهرت سلوكيات تعكس نوعا من الضغوط السياسية، مثل استقبال زعيم جبهة البوليساريو في تونس والتصريحات حول حماية البلاد.
ويرى التقرير أن تبون يسعى لتقديم الجزائر كحامية للاستقرار في تونس، مستندًا إلى التعاون الأمني بين البلدين وتفوق القوة العسكرية الجزائرية. هذه السطوة، وفقًا للمصدر، تُلقي بظلالها على علاقات تونس مع الخليج، خاصة في ظل توجس الجزائر من تحركات الربيع العربي التي سبق أن أثرت على حساباتها السياسية.
وأوضح التقرير أن الخليج يمثل سوق عمل حيوية لسكان شمال إفريقيا، بما في ذلك تونس والجزائر، بسبب ارتفاع معدلات البطالة. ورغم تقلص الاستقطاب الخليجي في المنطقة بعد المصالحة الخليجية، تظل علاقات الخليج بدول المغرب العربي محكومة بالمزاج السياسي، مما يؤثر على استقرار السوق.
وأشار التقرير إلى أن النظام التونسي بقيادة قيس سعيد يحاول الحفاظ على توازن بين تحالفاته، مع ميل متزايد نحو الجزائر. ومع ذلك، لم يستفد سعيد كثيرًا من الدعم المالي الخليجي بعد سقوط الإخوان المسلمين، مما أبرز تبعية النظام للجزائر، خاصة بعد زيارة وزير الخارجية التونسي السابق إلى الجزائر لشرح خيارات تونس الخارجية.
وحسب بنفس المصدر العلاقة التونسية الجزائرية شهدت توترات أخرى، مثل تصريحات خبير جزائري وصف فيها تونس بأنها ولاية جزائرية. إضافة إلى ذلك، أثارت قضايا مثل استقبال تونس لزعيم البوليساريو واعتقال المعارضة الجزائرية أميرة بوراوي بطلب من الجزائر، قبل الإفراج عنها بطلب فرنسي، غضب الجزائر، مما زاد من تعقيد المشهد.
وأشار التقرير إلى خلافات حادة بشأن ملف الصحراء المغربية، حيث فشلت الجزائر في تغيير مواقف دول الخليج الداعمة للمغرب. هذا التوتر تفاقم بعد تطبيع المغرب مع إسرائيل وانضمامه إلى معسكر الإمارات المتقارب مع إسرائيل، مما أدى إلى انتقادات جزائرية لاذعة للإمارات.