ثورة الملك والشعب.. عبرة لمن لا يعتبر وتاريخ أبي لا يقف في محطة

منير عطوشي

في شهر غشت من كل سنة تغمرنا مسرات الأعياد والمناسبات الوطنية، ومنها ذكرى ثورة الملك والشعب التي تنم عن الالتحام العميق للمغاربة حول ملوكهم العلويين، وتأتي هذه الاحتفالات في فترة جني المنجزات الوطنية في عهد جلالته وإعطاء تلك العلاقة الراسخة بين الملك وشعبه الوفي، هذا الارتباط المتين جنب البلاد و العباد الهزات العنيفة التي شهدتها كثير من الدول الفتية التي تبنت خيارات فاشلة وسياسات الكيل بمكيالين، إننا في هذا اليوم لنستحضر معا ما حققته المملكة المغربية وراء قائدنا الملك محمد السادس الباعث لنهضتها وضامن وحدتها واستمراريتها، بحكمة بالغة وعقل رزين وصبر مكين، فكان ولا يزال الشعب الأبي وراء جلالته.

ونخص بالذكر قضيتنا المقدسة وصحراءنا المغربية، فكلما تقاطرت الاعترافات الدولية بسيادة مملكتنا على صحرائنا كانت كل أطياف الشعب المغربي تدعم وتكلل النجاحات الدبلوماسية لمغربنا في عهد جلالة الملك محمد السادس.

الديبلوماسية الناعمة لجلالته، قادت الألمان إلى خط الوصول لحقيقة مفادها ضرورة الاعتراف بسيادة المغرب على كل صحرائه، وهي نفسها الديبلوماسية التي جعلت من الإسبان يعودون لصوابهم والاعتراف بمغربية الصحراء، وبالديبلوماسية ذاتها، توصل الفرنسيون إلى  أن المغرب قوة لا يستهان بها ولا تحتمل ضعف أحد أمام مصالح جوفاء.وأسست المملكة لتحالفات استراتيجية مع الأمريكيين تحت إطار رابح رابح، ودشنت أيضا لعلاقات متينة مع الروس والصينيين في إطار الاحترام والمصالح المتبادلة.

وحتى يدرك العالم مدى التلاحم الذي يربط الشعب المغربي بالعرش، لا بد من العودة إلى الزمن القريب، قبل أربع سنوات، في ظل تفشي كورونا وانتشارها بمختلف بقاع العالم، لا بد من التذكير بأن جلالة الملك فضل ساعتها الشعب وصحة شعبه على اقتصاد البلاد، ودعا شعبه إلى مزيد من التضامن في هذه المحنة، وأبان المواطن المغربي آنداك عن حبه الكبير لملك البلاد وهذا الوطن الكريم، وقبل حوالي سنة، وبالضبط يوم ثامن شتنبر من سنة 2023، حيث ضرب إقليم الحوز زلزال أخذ في أعقابه حياة أفراد وبيوتهم وماشيتهم وزراعتهم، ليعطي جلالة الملك محمد السادس أوامره السامية بإﺣداث ﻔوري ﻟﻠﺟﻧﺔ ﺑﯾن وزارﯾﺔ ﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑوﺿﻊ ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﺳﺗﻌﺟﺎﻟﻲ ﻹﻋﺎدة ﺗﺄھﯾل وﺗﻘدﯾم اﻟدﻋم ﻹﻋﺎدة ﺑﻧﺎء اﻟﻣﻧﺎزل اﻟﻣدﻣرة ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻣﺗﺿررة ﻓﻲ أﻗرب اﻵﺟﺎل.

كما أمر باﻟﺗﻛﻔل ﺑﺎﻷﺷﺧﺎص ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ ﺻﻌﺑﺔ، ﺧﺻوﺻﺎ اﻟﯾﺗﺎﻣﻰ واﻷﺷﺧﺎص ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ ھﺷﺔ، والتكفل الفوري بكافة الأشخاص بدون مأوى جراء الزلزال، لاسيما في ما يرتبط بالإيواء والتغذية وكافة الاحتياجات الأساسية.

بالمقابل أبان الشعب المغربي في هذه المناسبة الأليمة، عن مدى وطنيته، واستعداده لتقديم الغالي والنفيس تحت قيادة ملك البلاد، من أجل تضميد الجروح وإسناد الموجوعين من هذا الزلزال..

مواقف كثيرة مرت قبل سنوات، لا يسع المكان لذكرها، ويذكرها التاريخ لتبقى عبرة لمن لا يعتبر بأن المغاربة ظلوا وسيبقون متمسكين بأهذاب العرش العلوي المجيد، وستأتي الملحمة تلو الملحمة لتعرف العالم أن ثورة الملك والشعب تستمر ولن تقف في مكان أو زمن ما.

فقبل 71 سنة كان الشعب وراء الملك محمد الخامس عند نفيه سنة 1953 إلى جزيرة كورسيكا التابعة لفرنسا، ثم قامت السلطات الفرنسية بنفيه إلى مدغشقر في يناير عام 1955م، ولم يكن الاستعمار على علم بالتعلق والاحترام الذي يكنه الشعب المغربي لسلطانهم.

وظل الشعب وراء الراحل الحسن الثاني، ودشنوا معا كل الأسس لبناء مغرب حر، وسيبقى الشعب وراء جلالة الملك محمد السادس حفزه الله ورعاه، وسيبقى دائما متشبتا بأهذاب العرش العلوي المجيد، فلتم أفراح هذا الوطن، وليدم السلام والنصر ظل هذه المملكة الشريفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى