جماعة مكناس على صفيح ساخن

حسين العياشي: صحافي متدرب

تقدم 54 مستشارًا ومستشارة من جماعة مكناس، من بينهم أربعة عناصر تنتمي لحزب الأحرار، خلال شهر شتنبر الجاري، بملتمس رسمي يطالب بإقالة جواد باحجي، رئيس جماعة مكناس، ومن المرتقب أن يثار خلال الدورة القادمة.

يأتي ذلك، بعدما فشل الرئيس في جمع شمل مكونات أغلبيته، التي سرعان ما أنتقل أغلبها إلى صفوف المعارضة، حيث شهدت مجموعة من الدورات التي تم عقدها خلال عمر هذا المجلس الحالي، شدا وجذبا بين بعض مستشاري الأغلبية ورئيس المجلس الجماعي، وكان في مقدمتهم بعض المنتخبين الذين ينتمون إلى نفس حزب الرئيس.

ولم يسلم هذا الأخير من انتقاد رئيس مجلس عمالة مكناس، الذي وجه له كلاما شديد اللهجة في أكثر من مناسبة، علما أن هشام القايد وجواد باحجي، كلاهما ينتميان لحزب التجمع الوطني للأحرار.

وفي سياق هذه التوترات المستمرة، يأتي الملتمس، الذي تم تقديمه إلى مكتب الضبط الجماعي عن طريق مفوض قضائي، ليحمل توقيعات مختلف الفرق السياسية من الأغلبية والمعارضة على حد سواء.

تشمل الوثيقة، 11 صفحة توضيحية تدعم الطلب، ويأتي هذا الإجراء في إطار المادة 70 من القانون التنظيمي للجماعات المحلية، والتي تنص على إمكانية تقديم ملتمس استقالة الرئيس خلال دورة المجلس، وفي حال رفض الرئيس تقديم استقالته، يجوز للمجلس بأغلبية ثلاثة أرباع الأعضاء، أن يطلبوا من عامل الإقليم إحالة القضية إلى المحكمة الإدارية المختصة لعزل الرئيس.

وقد عبر أحد مستشاري المعارضة بمجلس جماعة مكناس، أن مجرد توقيع 90 بالمئة من مكونات المجلس على الملتمس، هو تعبير كاف عن فشل الرئيس الحالي في تدبير الشأن العام المحلي، بغض النظر عن إمكانية بقاءه أو عزله، معتبرا أن فشل هذا الأخير له علاقة بفشل رئيس الحكومة بالذات، خاصة وأن أخنوش هو من فرضه على ساكنة مدينة مكناس، احتكاما إلى القرابة التي تجمعهما حسب قول المستشار الجماعي.

وفي تصريح قدمه رئيس مجلس جماعة مكناس ل “إعلام تيفي”، يؤكد فيه أن أربعة مستشارين من نفس حزبه قد وقعوا على الملتمس، مضيفا أن لا علم له بالأسباب الموضوعية التي دفعتهم للخوض في هذا الإجراء، خاصة وأن مكناس تشهد دينامية جديدة وتدخل على مشاريع إصلاحية مهمة.

كما أن هذه التحركات لم تكن بمعزل عن ردود فعل على المستوى الوطني داخل حزب التجمع الوطني للأحرار، حيث أشرف رئيس الحزب عزيز أخنوش على اجتماعات خاصة حضرها باحجي والمنسق الإقليمي للحزب بدر الطاهري وعدد من منتخبي الحزب، داعيا إياهم إلى ضرورة إيجاد حل للأزمة، والوصول إلى توافقات ترضي جميع الأطراف.

من زاوية أخرى، وعلى إثر بعض الأحداث التي وقعت خلال الجامعة الصيفية للأحرار التي نظمت بأكادير خلال هذا الشهر، تم تجميد عضوية أحد مناضلي الحزب على مستوى مدينة مكناس، فقط لأنه رفع شعار “باحجي إرحل” أمام أنظار الحاضرين بمن فيهم القيادات الوطنية للحزب.

وتشير التقارير المحلية إلى أن ما يحدث في جماعة مكناس هو نتاج توازنات انتخابية معقدة أفرزتها انتخابات 8 سبتمبر 2021، حيث يشارك ما يزيد عن 20 حزبًا في تسيير الجماعة، وهو ما أدى إلى تباينات في الرؤية والأهداف بين مكونات الأغلبية، الأمر الذي انعكس سلبًا على سير الجماعة وتعطيل عدد من المشاريع التنموية الهامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى