جمعية التحدي للمساواة والمواطنة تُحذر من تصاعد التنمر الرقمي وتدعو لتجريمه قانونيًا

حسين العياشي

دقّت جمعية التحدي للمساواة والمواطنة ناقوس الخطر بشأن تنامي ظاهرة التنمر الرقمي في المغرب، معتبرة إياها مصدر قلق متزايد داخل المجتمع، خاصة مع تصاعد استهداف النساء والفتيات عبر المنصات الرقمية، في ظل الانتشار السريع للتكنولوجيا ووسائل التواصل الحديثة.

وفي بلاغ صادر عنها يوم الإثنين 4 غشت الجاري، عبّرت الجمعية عن “أسفها البالغ” إزاء التصاعد المستمر لسلوكيات التنمر في الفضاء الرقمي، محذّرة من أن تتحول هذه السلوكيات إلى “ممارسات مألوفة وغير مستنكرة” من طرف رواد الشبكات الاجتماعية، في ظل تطبيع مقلق مع هذا النوع من العنف.

وأكدت الجمعية أن آثار التنمر الرقمي تتجاوز الإهانة العابرة، وقد تخلّف أضرارًا نفسية وجسدية عميقة، بل وسُجلت حالات محاولة انتحار لدى بعض الضحايا، بفعل الضغوط النفسية والاجتماعية الناتجة عن هذا النوع من الانتهاكات، مما يستوجب، حسب تعبيرها، تدخلًا عاجلًا ورفضًا حاسمًا.

وفي تقييمها للإطار القانوني، سجّلت بأسف كون المنظومة التشريعية الحالية لا تواكب التحولات الرقمية، مشيرة إلى أن العديد من أشكال التنمر الرقمي، مثل نشر صور أو فيديوهات مرفقة بتعليقات مسيئة أو سخرية إلكترونية، لا تُعد جرائم صريحة في القانون الجنائي، ما يتيح للمعتدين الإفلات من العقاب.

كما ذكّرت الجمعية بالمجهودات التي بذلتها خلال العام الماضي للترافع من أجل إصدار قانون خاص بالعنف الرقمي ضد النساء والفتيات، مشيدة في الوقت ذاته ببعض المبادرات البرلمانية التي اقترحت تعديلات على القانون 103.13 المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء. إلا أن هذه المحاولات، في نظر الجمعية، “لا تزال دون المستوى المطلوب”، خصوصًا في ظل خطورة بعض السلوكيات التي تمسّ بالحق في الحياة.

وبناءً على هذه المعطيات، ناشدت جمعية التحدي السلطة التنفيذية بالإسراع في تحيين الترسانة القانونية لتجريم التنمر الرقمي، ودعت إلى بلورة سياسات عمومية توعوية وتحسيسية قادرة على التصدي لهذه الممارسات الخطيرة، كما جددت التزامها بمواصلة الترافع في هذا الملف، وتقديم الدعم القانوني والنفسي للضحايا.

واختتمت جمعية التحدي للمساواة والمواطنة بلاغها، بالتأكيد على ضرورة ضمان فضاء رقمي آمن وخالٍ من التمييز والعنف، داعية مختلف الفاعلين، سواء المؤسساتيين أو المدنيين، إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم الكاملة في مواجهة هذه الظاهرة التي تهدد السلامة النفسية والجسدية لشريحة واسعة من المجتمع، وعلى رأسهم النساء والفتيات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى