“جمعية جود” في مواجهة “مؤسسة جود”.. حين يتحول الخير إلى ورقة سياسية(فيديو)

حسين العياشي
لم تتوقع هند العايدي، وهي تؤسس جمعية “جود” الخيرية سنة 2015، أن يتحول اسم جمعيتها من رمز للعطاء الإنساني إلى مصدر متاعب وسوء فهم لدى الرأي العام. فمنذ سنوات، وجدت نفسها وفريقها من المتطوعين وسط عاصفة خلط غير مسبوقة بين جمعيتهم “جود” الإنسانية، و”مؤسسة جود” التابعة لحزب التجمع الوطني للأحرار، خلط ألحق أضراراً مادية ومعنوية، وألقى بظلاله الثقيلة على سمعة العمل التضامني نفسه.
العايدي، التي تتحدث بمرارة، تقول إن جمعيتها لم تُخلق لخدمة أجندات سياسية ولا للمتاجرة بمعاناة الفقراء، بل هدفها واحد: تخفيف الألم عن المتشردين والمحتاجين، وتوفير فرص عمل وإيواء تحفظ كرامتهم. وتضيف: «لا انتماء سياسي لنا، كما لا أؤمن أصلاً بنجاعة العمل الحزبي في المغرب. نحن نرفع شعارا واحدا هو الله، الوطن، الملك».
لكن، مع حلول جائحة كورونا، تغير المشهد بشكل جذري. حينها، اعتمدت السلطات على الجمعية لتوزيع مساعدات غذائية وفق نظام دقيق قائم على لوائح رسمية مختومة، تؤكد الشفافية والجدية. غير أن المفاجأة جاءت سريعاً، حسب المتحدثة، حين برزت مؤسسة تحمل الاسم نفسه، تستعمل نفس الآليات وتستغلها في سياق انتخابي. مستشهدة بمقاطع لتصريحات بعض المواطنين الذين وجدوا أنفسهم فجأة منخرطين في حزب الأحرار دون علمهم، فقط لأنهم تلقوا مساعدات غذائية “القفف الرمضانية”، وهو ما زاد من التباس الصورة بين “جمعية جود” الخيرية و”مؤسسة جود” الحزبية.
هذا الخلط لم يبقَ حبيس الكواليس، بل انتقل إلى وسائل الإعلام ومنصات التواصل. مقالات وفيديوهات – بينها مقطع للصحافي توفيق بوعشرين – ربطت مباشرة بين الجمعية والحزب، مستعملة صور أنشطة “جمعية جود” الخيرية. تقول العايدي إنها أرسلت إنذارات رسمية لمؤسسة الحزب تطالبها بتغيير الاسم، لكن دون جدوى. والنتيجة: صفحات الجمعية على فيسبوك وإنستغرام غرقت بالتعليقات السلبية والاتهامات، والعديد من المتطوعين وجدوا أنفسهم عرضة للتهجم والتشكيك في استقلاليتهم ومصداقيتهم.
الأكثر غرابة، كما تكشف العايدي، أنها اليوم ليست مستعدة للدفاع عن هذه القضية أمام القضاء. فبعد أن أصبح عزيز أخنوش يقود الحكومة، إلى جانب تولي عبد اللطيف وهبي – الذي كان من أشد منتقدي مؤسسة جود” – حقيبة وزارة العدل، بات مناخ الثقة شبه منعدم. وتعلق العايدي بمرارة: «أن هذه الممارسات التي تقدم عليها “مؤسسة جود” التابعة لحزب الأحرار تلحق الضرر بنا وبالعمل الخيري المستقل».
في النهاية، ترفض رئيسة ” جمعية جود”، أن يُستعمل عملها وصورة جمعيتها كوقود لحملات انتخابية، مؤكدة أن استغلال العمل الخيري لأغراض سياسية يُقوّض ثقة المواطنين في التضامن ويحوّله إلى ورقة انتخابية رخيصة. مشددة على أن ما يقومون به عمل إنساني محض، والسياسة لا مكان لها بينهم.
“فيديو”: هند العايدي رئيسة جمعية “جود” توضح الملابسات





