حداد: “الصحراء المغربية قضية وجود لا قضية حدود”

فاطمة الزهراء ايت ناصر

أكد لحسن حداد، رئيس مجموعة العمل الموضوعاتية المؤقتة المكلفة بقضية الوحدة الترابية، أن الصحراء المغربية ليست مجرد ملف سياسي، بل هي مشروع مجتمعي متكامل، يتطلب تعبئة هادئة، واستباقًا استراتيجيًا، ومعرفة دقيقة بالرهانات الوطنية والدولية.

وأوضح، خلال كلمته في الندوة الوطنية المنظمة بمدينة العيون تحت شعار “من شرعية التاريخ إلى رهانات المستقبل”, أن الصحراء المغربية تمثل عنوانًا للشرعية التاريخية، ورمزًا للكرامة والوحدة والانتماء.

وكشف حداد أن الدينامية الوطنية المرتبطة بقضية الصحراء ليست من مسؤولية الدولة فقط، بل هي مسؤولية جماعية يشترك فيها المنتخبون وشيوخ القبائل والمجتمع المدني والقوى السياسية والنقابية والمؤسسات البرلمانية، مؤكدًا أن تنظيم الندوة بمدينة العيون يترجم الإرادة الراسخة لجعل الصحراء فضاءً لإنتاج المعرفة، وترسيخ السيادة عبر التنمية والانفتاح.

وأشار إلى أن مجموعة العمل الموضوعاتية تشتغل بروح تشاركية، تقاطع فيها التاريخ والقانون الدولي والدبلوماسية والتنمية، بهدف تعبئة الفاعلين الوطنيين وتقديم الاستشارة البرلمانية الهادفة، مؤكدًا أن التوصيات المنتظرة من هذه الندوة ستكون رافعة إضافية لتعزيز الترافع البرلماني المؤسسي.

وأبرز حداد أن المغرب، بفضل الرؤية الملكية المتبصرة، اختار طريق العقلانية والثقة، عبر تعزيز الجهوية المتقدمة، وخلق مشاريع تنموية كبرى، وربط السيادة بالتنمية، مما جعل من الأقاليم الجنوبية بوابة استراتيجية للاندماج الإفريقي والإشعاع الإقليمي.

وأكد أن الزخم الدولي المتزايد حول الاعتراف بمبادرة الحكم الذاتي، والدعم المستمر لمغربية الصحراء، يمثلان مكاسب دبلوماسية استراتيجية، لكنها تكتسب قوتها الحقيقية حين تُترجم إلى مشاريع ومؤسسات ومناخ استثماري واعد في الميدان.

وفي ختام كلمته، دعا حداد إلى جعل هذه المحطة لحظة انطلاق نحو مزيد من الفعل الوطني المشترك، مؤكدًا أن “قضية الصحراء المغربية هي قضية وجود لا قضية حدود”، وأن رهان المستقبل يتمثل في تحويل هذه القناعة الوطنية إلى مشاريع ملموسة تعكس انخراطًا جماعيًا ومؤسساتيًا دائمًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى