حسن الجفالي ل “إعلام تيفي”: تفوق اليسار في فرنسا يعطي للمهاجرين جرعة آمال كبيرة

 

خديجة بنيس: صحافية متدربة

شكل فوز تكتل اليسار مفاجأة سارة للمهاجرين العرب، وبعث في نفوسهم الطمأنينة، خاصة بعد تأكيده على تمسكه ببرنامجه الانتخابي دون تراجع عن أي من نقاطه، ارتياح بعث الطمأنينة، بعد خوف رافقهم طيلة الأسبوع الماضي، عندما كانت كل التوقعات ترجح فوز اليمين المتطرف المعروف بعدائه للمهاجرين، خوف دفع الكثير منهم، الحاصلين على الجنسية الفرنسية، إلى التوجه إلى مراكز الاقتراع والإدلاء بأصواتهم للوقوف سدا أمام التهديد اليميني المتطرف.

وفي هذا الصدد قال الباحث في شؤون الهجرة حسن الجفالي في تصريح لموقع “إعلام تيفي” إن الانتخابات التشريعية تكتسي أهمية بالغة، والتي توجت بتفوق اليسار، الأمر الذي ستكون له تأثيرات إيجابية على الجالية المغربية والعربية، ويتجلى ذلك وفق الجفالي في كون القوانين التي يعتمدها اليسار التي تمس المهاجرين تصب في مصلحتهم، فاليسار ينهج سياسة الاندماج ويعمل على تسوية وضعية المهاجرين غير الشرعيين.

وأضاف الجفالي أنه لنا مثال حي في إسبانيا وإيطاليا ودول اوروبية أخرى عندما فاز اليسار، مباشرة بعدها عمل على تسوية وضعية المهاجرين، مشيرا إلى أنه بعد الكشف عن استطلاعات الرأي التي كانت ترجح فوز اليمين المتطرف، توجس العديد من المهاجرين من القرارات التي سيتخذها الحزب في حقهم خاصة، لأنهم كانوا على بينة تامة بأن اليمين يكن لهم عداء منذ الأزل.

وأكد أن ذلك سيكون له انعكاسات سلبية على قضايا الاندماج في فرنسا، ولاسيما أن هناك إشارات تشير إلى أن اليمين المتطرف كان ينوي حرمان المهاجرين من حقوقهم السياسية، وذلك بعد أن قرر الحزب منع ذوي الجنسية المزدوجة من تقلد أي منصب سياسي، الأمر الذي جعل المهاجرين ينظرون إلى فوز اليمين المتطرف كتهديد يمس أبسط الحقوق في دولة فرنسا.

وكان ائتلاف “الجبهة الشعبية الجديدة” قد فاز في الانتخابات التشريعية الأخيرة، وقلب الطاولة على اليمين المتطرف، وضخ دماء الراحة والطمأنينة في نفوس المهاجرين، وتنفسوا السعداء، وهو ما عبروا عنه في مقاطع الفيديو المنتشرة لهم وهم يحتفلون لأنهم انتصروا على اليمين وناصروا حقوقهم.

وارتباطا بسياق فوز اليسار والسيناريوهات المحتملة للعلاقات المغربية الفرنسية يرى الجفالي بأنها ستكون على وفاق وستتسم بالإيجابية لأن المغرب شريك استراتيجي لا يمكن الاستغناء عنه وفرنسا على بينة من ذلك،  مشيرا إلى  أن الفترة التي عرفت فيها العلاقات المغربية الفرنسية تشنجات كانت في عهد حزب الرئيس ماكرون، وبالتالي  فإن الوضع لن يظل على ما كان عليه الآن بعد أن تراجع إلى المرتبة الثانية، خاصة  وأن رئيس الوزراء القادم  سيكون من الحزب الفائز، وذلك يصب في اتجاه يشير إلى العلاقات المغربية الفرنسية ستسلك  الطريق الصحيح وفق حسن الجفالي.

زر الذهاب إلى الأعلى