حسن بلكبير: المغرب استفاد من خبرة كوفيد-19  لمواجهة جدري القردة

 

خديجة بنيس: صحافية متدربة

ظهور مرض جدري القردة أثار جدلاً واسعاً على الصعيدين الدولي والمحلي، خاصة بعد تجربة العالم مع جائحة كوفيد-19. منذ إعلان منظمة الصحة العالمية عن هذا المرض كحالة طوارئ صحية عالمية، أثيرت مخاوف بشأن القدرة على السيطرة على انتشار المرض، خاصة في المناطق ذات النظم الصحية الضعيفة والموارد المحدودة.

وتناول النقاش المحلي فعالية الاستجابة الوطنية وكذا الإجراءات المتخذة لمواجهة هذا التهديد، والإجراءات الوقائية لضمان استعداد أفضل لمواجهة هذه العدوى من طرف الجهات المسؤولة.

وارتباطا بالموضوع، أفاد الخبير في قضايا الصحة والحماية الاجتماعية حسن بلكبير أن مرض جدري القردة هو مرض تعفني ناجم عن فيروس يُطلق عليه اسم “إم بوكس”، يستوطن في دول وسط وغرب إفريقيا.

يُعد مرضًا حيواني المنشأ، ينتقل إلى البشر من القوارض، وينتقل بين البشر إما عن طريق الاتصال المباشر بالحيوانات المصابة أو من خلال ملامسة الآفات الجلدية أو السوائل البيولوجية البشرية، أو بشكل غير مباشر عبر الملوثات. كما يمكن أن ينتقل أيضًا عن طريق الرذاذ التنفسي لشخص مصاب.

وأوضح المتحدث في تصريح لـ “إعلام تيفي” أن مرض جدري القردة يتجلى لدى الإنسان على شكل متلازمة حمى تشمل الصداع والتعب، وتستمر هذه الحالة من يوم إلى أربعة أيام يكون الشخص فيها معديًا منذ ظهور الأعراض الأولى. تليها مرحلة اندفاعية تستمر من يومين إلى أربعة أسابيع مع اندفاعات جلدية تتطور من بقع صغيرة إلى حطاطات ثم بثرات وقشور.

وأضاف بلكبير أنه يمكن أن يتطور المرض نحو تورم في الغدد اللمفاوية، ويمكن أن يتخذ شكل طفح جلدي غالبًا ما يكون في المناطق التناسلية أو حول الشرج، تستمر هذه الأعراض عادةً أربعة أسابيع وتختفي بشكل تلقائي، ولكن في حالات قليلة يمكن أن يتطور المرض إلى مضاعفات مثل تسمم الدم، التهاب الدماغ، تلف القرنية، وقد يؤدي إلى الوفاة، وتقدر منظمة الصحة العالمية نسبة الوفيات بين 1 إلى 6 بالمئة من المصابين.

وسجل حسن بلكبير أن أهمية المرض برزت مؤخرًا بعد إعلان منظمة الصحة العالمية أن هذا المرض يشكل حاليًا حالة طوارئ عالمية، بعد ملاحظة المنظمة تكاثر الحالات المرضية بهذا الفيروس في مجموعة من الدول الإفريقية. وقد أوصت المنظمة الدول باتخاذ الإجراءات اللازمة لمراقبة ومواجهة هذا المرض.

وأشار الخبير إلى أنه لا يمكن نفي وجود خطر انتقال العدوى داخل بلادنا بالنظر إلى العلاقات الوطيدة مع البلدان الموبوءة، وكذلك بالنظر إلى التنقلات البشرية والعدد الكبير للمهاجرين الوافدين من هذه البلدان.

في هذا الصدد، أوضح المتحدث أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تتوفر على برنامج وطني لمراقبة والتصدي لمرض جدري القردة منذ سنة 2022، وقد تم تفعيله بعد الإعلان الأخير لمنظمة الصحة العالمية.

يشمل هذا البرنامج وفق المتحدث  اكتشاف الحالات التي قد يحملها بعض الوافدين إلى التراب الوطني، ومواجهة انتقال العدوى على المستوى الوطني، والتكفل بالحالات المرضية أو المصابة، مشيرا إلى أن    وزارة الصحة والحماية الاجتماعية وباقي السلطات اكتسبت  تجربة كبيرة إبان مواجهة كوفيد-19، وبالتالي فقد تم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة  لمراقبة الوافدين إلى التراب الوطني، خصوصًا الوافدين من إفريقيا جنوب الصحراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى