حقوق دستورية مهددة.. طلبة جامعة ابن زهر يواجهون جشع سوق الكراء

حسين العياشي

يعود شبح أزمة السكن، مع بداية كل موسم جامعي، ليطارد طلبة جامعة ابن زهر بأكادير، في مشهد يتكرر منذ سنوات دون حلول ملموسة. فأسعار الكراء تعرف ارتفاعًا صاروخيًا، خاصة في الأحياء القريبة من الكليات مثل السلام والداخلة، حيث تجاوز ثمن غرفة واحدة في بعض الحالات حاجز الألف درهم، في وقت لا يتعدى فيه نصف هذا المبلغ في مدن مجاورة كآيت ملول وأزرو.

هذا الغلاء دفع العديد من الطلبة إلى تقاسم غرف ضيقة تفتقد لأبسط شروط العيش والخصوصية، ما ينعكس سلبًا على تركيزهم وقدرتهم على التحصيل العلمي، خصوصًا مع غياب فضاءات بديلة للمراجعة والراحة. وفي خضم هذه الأزمة، وجد الطلبة أنفسهم فريسة لاستغلال السماسرة، الذين يفرضون عمولات تتراوح بين 300 و500 درهم، أو يعمدون إلى احتكار شقق كاملة ثم عرضها للكراء بأسعار مضاعفة، في ممارسة تزيد الطين بلة.

أصوات طلابية متضررة حذرت من أن الحق في السكن اللائق، باعتباره حقًا دستوريا، بات مهددًا أمام هذه الفوضى المستشرية، مطالبة بتدخل السلطات المختصة لإعادة تنظيم سوق الكراء الجامعي وضمان ظروف إنسانية تحفظ كرامة الطلبة وتساعدهم على متابعة مسارهم العلمي في أجواء طبيعية.

وبينما تتراكم الوعود وتغيب الحلول، يبقى الأمل معقودًا على مبادرات عملية تعيد الاعتبار لهذه الفئة، وتضع حدًا لمعاناة سنوية باتت تهدد أحلام آلاف الطلبة القادمين من مختلف جهات المغرب بحثًا عن العلم والمعرفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى