خط بحري للتصدير سيربط المغرب بأوروبا الشمالية وسط أزمة غلاء الخضر والفواكه

حسين العياشي
أعلنت شركة دي بي وورلد (DP World) الإماراتية، يومه الخميس 4 شتنبر، عن إطلاق خط بحري سريع يحمل اسم “Atlas”، سيربط ميناءي أكادير والدار البيضاء بمحطات الشركة، في كل من “London Gateway” ببريطانيا، و”Antwerp Gateway” ببلجيكا، ابتداءً من شهر نونبر 2025. ويهدف هذا الخط إلى تقليص مدة شحن الفواكه والخضروات المغربية إلى الأسواق البريطانية بحوالي يومين، عبر سفينتين مخصصتين لنقل ما يقارب 150 ألف طن سنوياً من المنتجات الطازجة في حاويات مبردة.
الخط الجديد يقدم نفسه كحل لوجستي مبتكر لتسريع وصول الطماطم والتوت الأزرق وغيرهما من المنتوجات الحساسة إلى الأسواق الأوروبية، مع تقليص الانبعاثات الكربونية بنسبة تصل إلى 70% مقارنة بالنقل الطرقي التقليدي. كما أنه يجنّب المصدّرين مشكلات الازدحام والتأخيرات المتكررة على الحدود والمعابر البحرية بين طنجة والجزيرة الخضراء أو كاليه ودوفـر.
لكن في الداخل المغربي، يثير هذا الإعلان أسئلة ملحّة: ففي الوقت الذي يشهد فيه المستهلك المحلي خصاصاً ملحوظاً في الخضر والفواكه الأساسية وارتفاعاً متواصلاً في أسعارها، تتجه كميات ضخمة من الإنتاج نحو تسريع تصديرها بأسعار تفضيلية للأسواق الأوروبية. ويرى اقتصاديون أن هذا الاختيار الاستراتيجي يضع المغرب أمام معادلة صعبة، بين تعزيز موقعه كمصدّر زراعي عالمي من جهة، وضمان الأمن الغذائي الداخلي والقدرة الشرائية للأسر من جهة ثانية.
فالمستهلك المغربي يلمس يومياً تقلبات الأسعار في الأسواق، حيث سجلت أسعار الطماطم والبصل والفواكه الحمراء ارتفاعات غير مسبوقة خلال المواسم الأخيرة، نتيجة الجفاف وارتفاع تكاليف الإنتاج والنقل ثم التصدير. ومع دخول خط Atlas حيز التنفيذ، يخشى بعض المراقبين أن يؤدي تزايد جاذبية التصدير نحو أوروبا إلى مزيد من الضغط على السوق الوطنية، ما لم تُواكب هذه الدينامية بسياسات حكومية صارمة تضمن توازناً بين حاجيات الداخل والتزامات التصدير.
وسيتم الإعلان الرسمي عن إطلاق الخط البحري الجديد في حفل خاص بمدينة أكادير يوم 18 شتنبر الجاري، بحضور شركاء مغاربة وأوروبيين، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى ما إذا كانت هذه المبادرة ستُترجم إلى قيمة مضافة للاقتصاد الوطني فقط، أم ستسهم أيضاً في حلحلة إشكالية الأسعار المرتفعة التي تثقل كاهل المستهلك المغربي.





