خيبة الرياضة المغربية بأولمبياد باريس تسائل رؤساء الجامعات المشاركة وغير المشاركة

بشرى عطوشي

كلنا يعلم أن الاولمبياد هي الوجه الحقيقي للرياضة في كل دولة، وكلنا يعلم أن الرياضة اصبحت جزءا لا يتجزأ من التنمية في أي بلد كان.
وترصد للرياضات كلها في بلد كالمغرب ميزانية مهمة لتكوين الأبطال، والبحث عن المواهب في كل الرياضات، إلا أنه في بلدنا ولتنوع الرياضات والجامعات والأشخاص، ظلت الميزانية أكبر والنتائج أقل بكثير مما يصرف.
وفي ظل ما قدمه الرياضيون المغاربة في أولمبياد باريس 2024 من عروض محتشمة، تطرح العديد من التساؤلات حول طرق صرف الميزانيات المرصودة ونتائج تدبيرها.
ولأن المغاربة وأثناء تتبعهم لألعاب الأولمبياد بباريس، ظلت أعناقهم تشرئب لأن يروا رياضيي المغرب في المراكز الأولى أو الثانية أو الثالثة، وتوالت الإقصائات من الألعاب الأولمبية، بالنسبة لكل الرياضات.
وأنقذ سفيان البقالي ماء وجه الرياضة المغربية بحصوله على ميدالية ذهبية كان الكل يعلم أنه سيحرزها لا محالة، والتي كانت متوقعة بالنظر إلى مكانته كبطل مغربي.
وهي الميدالية التي أحرزها البقالي بمجهوده الشخصي مع مدربه الشخصي وليس على يد مدرب تابع للجامعة.
وجاء المنتخب المغربي الأولمبي لكرة القدم ليحرز المرتبة الثالثة، عبر فوزه بنحاسية كانت هي نتاج للعمل الذي نهجته جامعة كرة القدم منذ مدة و هي نقطة الضوء الوحيدة بين الجامعات.
هذا الأمر هدأ نسبيا من توتر المواطنين المغاربة الذين كانوا يتابعون الأولمبياد بكل حسرة.
حسرة ظلت كغصة في الحلق، لا يستسيغها المتابع للشأن الرياضي، ولا يمكن التغاضي عنها، و”تمريرها بشربة ماء”، حسب ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويعلم الجميع أنه في الدول التي تحترم نفسها عند فشل المسؤول عن تحقيق الاهداف المسطرة، تتم اقالته و البحث عن اسباب فشله و وضع خطة لتطوير القطاع و وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
موضوع إخفاقات الرياضيين المغاربة المشاركين في أولمبياد باريس، أسال الكثير من المداد بمواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الدولية والمحلية، وفي هذا الشأن دعا عدد مهم من رواد العالم الأزرق “الفايسبوك” إلى ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الإخفاقات التي يعرفها قطاع الرياضة.
المتابعين للشأن الرياضي بالمغرب، يعلمون كل العلم أنه يتم تهميش وإقصاء العديد من الأبطال، إلى جانب أن البعض يتهم مسؤولي الجامعات بالانتقائية في اختيار الأبطال، كما أن البعض تحدث عن تعمير بعض المسؤولين بكراسي الجامعات دون أن يذكر لهم أي إنجاز طيلة فترة رئاستهم التي يمكن أن تصل إلى 20 سنة أو أكثر.
وعنون بعضهم تدوينته ب “اموال اهدرت لا تكوين لا القاب.. مشاركات مخزية”
وأعطيت الأمثلة برياضة العاب القوى، التي كان المغرب يشارك فيها على الأقل في السباقات النهائية لمسافات 800 و 1500 3000 5000 و 10000 ، إلا أن المشاركين المغاربة اليوم يتم إقصاؤهم من الدور الأول.
وبالنسبة للملاكمة بعد ان كان المغرب يشارك فيها بكل الاوزان خصوصا الرجال،  لم تفرز ولم تعرف تأهل أي ملاكم.
وبالنسبة للسباحة فقد كانت مشاركة المغرب مخزية ولا ترقى للمستوى المطلوب، وبالنسبة لباقي الرياضات، فقد عرفت مشاركة محتشمة.
والمخجل المفضوح هو غياب رياضات أخرى وجامعات أخرى عن الحضور في الأولمبياد، جامعات لم تكلف نفسها عناء التأهل بل احتفضت بميزانيات التسيير لنفسها.

فبمجموع 60 رياضيا ورياضية شاركوا في أولمبياد باريس، وتنافسوا في 19 رياضة بين جماعية وفردية، عاد الرياضيون المغاربة بخفي حنين، من فرنسا يجرون الخيبات.

نزهة بيدوان البطلة العالمية السابقة في العدو الريفي ورئيسة الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع خرجت بتدوينة على حسابها بالفايسبوك“باستثناء ذهبية البطل العالمي والأولمبي سفيان البقالي، التي كانت متوقعة بالنظر إلى قيمته، وبرونزية منتخب كرة القدم، الذي يرى المتابعون أنه كان مرشحاً لتحقيق الذهب، فالحصيلة العامة (لمشاركة المغرب في أولمبياد باريس 2024) تُعتبر سلبية وكارثية”.

زر الذهاب إلى الأعلى