دموع مستشار جماعي تفضح معاناة ساكنة جحجوح وعامل إقليم الحاجب يدخل على الخط

حسين العياشي
بعد أن كان صوته يُقمع في العديد من المناسبات من طرف رئيس جماعة سبت جحجوح، جاءت الفرصة أخيرًا للمستشار الجماعي مصطفى العلاوي، من نفس المجلس الجماعي، ليرتفع صوته عالياً، مدافعًا عن الساكنة دوار إدريس واحمو، خلال لقاء تشاوري حضره عامل إقليم الحاجب.
لم يتمالك المستشار الجماعي نفسه، فبكى بحرقة أمام الحضور، ليكشف عن المعاناة التي يعانيها أهل دواوير إدريس واحمو، وموحى وزين. كان حديثه عن التهميش والإقصاء الذي يواجهه السكان، الذين يعيشون في دور الصفيح، يواجهون صيفًا حارقًا وشتاءً قارسًا، دون أن يجدوا من يهتم بأوضاعهم، حديثًا مؤلمًا ومؤثرًا. دموعه لم تكن مجرد تعبير عن الألم الشخصي، بل كانت صرخة مدوية تعبر عن معاناة جماعية مستمرة.

وفي تصريحه ل”إعلام تيفي”، أكد المستشار العلاوي أن دوره كممثل للساكنة أصبح محدودًا، وأنه يعاني نفسيًا بسبب عجزه عن حل حتى أبسط المشكلات التي يعاني منها المواطنون في منطقته. مضيفًا أنه يشعر ب”حكرة” بسبب تعامل رئيس المجلس الجماعي مع ساكنة هذه الدواوير، كما كشف في حديثه عن التهميش البنيوي الذي يعانون منه، خاصة وأنهم يفتقرون إلى أبسط الخدمات الأساسية، انطلاقا من خدمة التزويد المتقطع بالماء وصولا الى انعدام الصرف الصحي..

ورغم الإحباط الذي عبّر عنه، جاء الرد سريعًا من المسؤولين، وفق تصريح العلاوي، حيث تجاوب عامل إقليم الحاجب مع الموضوع وأبدى اهتمامًا واضحًا بمعاناة الساكنة. في خطوة ملموسة، قام العامل بزيارة رسمية لجماعة جحجوح.
الزيارة تزامنت مع انتظار ساكنة دواوير إدريس واحموا، وموحى وزين التي ما زالت تنتظر حلًا لملف دور الصفيح. وعلى إثر ذلك، كشف لنا المستشار مصطفى العلاوي أن السيد العامل قد أبدى تجاوبًا واضحًا مع مطالب الساكنة، ووعد بزيارة ميدانية خاصة لهذه الدواوير للوقوف على أوضاعها واتخاذ خطوات عملية لمعالجة هذا الملف العالق.

هذه الإشارات الإيجابية تعد تحوّلًا في أسلوب تدبير قضايا الساكنة، حيث أن عامل الإقليم لم يكتفوا بالوعود فقط، بل أبدى استعدادًا فعليًا للإنصات والتتبع الميداني للمشكلات، مما يعيد الثقة ويبعث الأمل لدى المواطنين. لا شك أن هذه الزيارة والتفاعل المسؤول من السيد العامل تمثل بداية مرحلة جديدة في إقليم الحاجب، مرحلة ترتكز على ربط المسؤولية بالمحاسبة، وتهدف إلى تحقيق حلول واقعية وملموسة للملفات العالقة، وعلى رأسها ملف دور الصفيح.
نثمن هذه الزيارة بكل تقدير، ونعبر عن أملنا في أن تكون بداية لمرحلة جديدة تُحقق العدالة الاجتماعية وتحسن ظروف حياة المواطنين في جميع جماعات الإقليم، حيث يُنتظر أن تشهد هذه المنطقة تحولات إيجابية تعكس الاهتمام الحقيقي بمشاكل الساكنة وتطلعاتها.





