رؤية الملك محمد السادس: تعزيز التعاون الدولي ومواجهة التحديات العالمية في مراكش

في خطاب عبر رسالة رسمية أعرب الملك محمد السادس عن ترحيبه بأعضاء البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، مشيدًا بالفرصة التي أتيحت للمغرب لاستضافة هذا الحدث البارز. وقدم الملك خلال رسالته رؤيته لتعزيز التعاون الدولي ومواجهة التحديات العالمية.

بدأ الملك خطابه بالإشادة بتاريخ مدينة مراكش، والتي تعد واحدة من أهم المدن السياحية في العالم بفضل تراثها الثقافي الغني والتاريخ العريق. ومراكش أيضًا استضافت العديد من الفعاليات الدولية المهمة على مر السنين، مثل مؤتمر منظمة التجارة العالمية عام 1994 ومؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP22) عام 2016.

ومع تأجيل هذا الحدث لمدة عامين بسبب جائحة كوفيد-19، أعرب الملك عن سعادته بعقد هذا الملتقى الهام في القارة الإفريقية مرة أخرى بعد نصف قرن، وبالتحديد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعد عقدين من الحدث السابق الذي عُقد في دبي عام 2003.

تحدث الملك عن تحديات العالم الحالية، وخاصة التحديات البيئية والاقتصادية والجيوسياسية التي تواجهها البشرية. أشار إلى التغيرات المناخية وتأكيد البيانات على وجودها كواقع جديد يجب مواجهته. وأشار أيضًا إلى تزايد الانقسامات الجيواقتصادية وظهور موجة من السيادية الوطنية التي تعمل جزئياً على إعادة توزيع القوى الاقتصادية والسياسية على الصعيدين الوطني والعالمي، مما يهدد الإنجازات التي حققها التعددية خلال العقود الأخيرة.

الملك شدد على أهمية القواعد والمؤسسات الدولية المتعددة التي أُنشئت بعد الحرب العالمية الثانية والتي ساهمت في حل الكثير من المشاكل العالمية. ولكنه أشار إلى أن التجزئة الاقتصادية وارتفاع التوجهات السيادية تهدد هذه الإنجازات.

وأشار الملك إلى أن العولمة، التي بدأت في الثمانينيات وساهمت في خفض تكاليف الإنتاج وتعزيز التجارة العالمية، قد ساهمت في تحسين مستوى المعيشة للكثير من الناس وخرجتهم من حالة الفقر. ولكنها أثرت أيضًا بشكل سلبي على العديد من الأمور، بما في ذلك زيادة التفاوت في الدخل.

ومن هنا، دعا الملك إلى ضرورة إعادة النظر في هيكلة الأمور المالية العالمية لجعلها أكثر عدالة وشمولاً. وقال إن هذا الملتقى هو المكان المناسب للنقاش حول هذا الأمر.

أكد الملك على أن العالم متصل وأن مستقبل الدول مرتبط ببعضها البعض، وأن هناك حاجة ملحة لدمج التنوع واستغلاله كمصدر للثراء بدلاً من سبب للصراع. وأوضح أنه ينبغي أيضًا مراجعة وتحسين الهيكل المالي العالمي لجعله أكثر عدالة وشمولاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى