رجاء ل”إعلام تيفي”: “مشاركة المتقاعدين في فاتح ماي تأكيد على استمرار النضال من أجل الكرامة”

فاطمة الزهراء ايت ناصر

أكد عبدالعزيز رجاء، مؤسس هيئة المتقاعدين المدنيين بالمغرب، أن فئة المتقاعدين ساهمت في بناء الوطن وتفانت في أداء واجبها في ظروف صعبة، دون أن تلقى الاعتراف المستحق من الحكومات المتعاقبة، واصفًا هذا الإهمال بأنه مجحف ولا يليق بدولة ترفع شعار العدالة الاجتماعية.

وأوضح ل”إعلام تيفي” أن الوقت قد حان لرد الاعتبار الحقيقي للمتقاعدين وذوي الحقوق، عبر سياسات جادة تضمن كرامتهم وتضع حدًا للإقصاء والتهميش. مشددا على أن تحسين أوضاعهم يجب أن يكون ملموسًا وليس من خلال إجراءات سطحية أو رمزية.

وكشف رجاء أن المصادقة على المرسوم 2.25.265 المتعلق بمعاش الشيخوخة واسترجاع الاشتراكات، يُعد خطوة إيجابية وإن جاءت متأخرة، إلا أنها استثنت ظلماً شريحة من المتقاعدين الذين بلغوا سن الـ60 قبل يناير 2023، ما يشكل تمييزًا غير مبرر بحق فئة عانت لعقود.

وفي ما يخص ما وصفته الحكومة بـ”الإنجاز الكبير”، والمتمثل في الإعفاء النهائي من الضريبة على المعاشات ابتداءً من 2025، اعتبر رجاء أن هذا القرار لن ينعكس فعليًا على أكثر من 96% من المتقاعدين الذين لا تصل معاشاتهم أصلًا إلى الحد الأدنى الخاضع للضريبة، في حين يستفيد منه أصحاب المعاشات العليا من مسؤولين ووزراء سابقين، مما يطرح تساؤلات عن الأهداف الحقيقية لهذا الإجراء.

وأشار إلى أن الحكومة تواصل التناقض، حيث سبق لوزيرة المالية أن تعهدت بفتح ملف التقاعد بداية 2025، دون أن تفي بوعدها، وهو ما أكده أيضًا وزير الإدماج الاقتصادي يونس السكوري الذي صرح بعدم تقديم أي مقترح رسمي بخصوص إصلاح أنظمة التقاعد إلى حد اليوم، مشيرًا إلى أن ما يُروج عن “الثالوث الملعون” المتعلق برفع سن التقاعد وزيادة الاقتطاعات وخفض المعاشات، مجرد إشاعات نقابية.

وطالب رجاء بإصلاح شامل وعادل لأنظمة التقاعد، يراعي الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، مؤكدًا على مجموعة من المطالب الأساسية، في مقدمتها، رفع الحد الأدنى للمعاشات لضمان كرامة العيش، ربط المعاش بمؤشر الأسعار لمواكبة غلاء المعيشة، تمكين المتقاعدين من خدمات مجانية أو مخفضة كالنقل والصحة والسكن، إصدار بطاقات امتياز للمتقاعدين، تقديم دعم إضافي لأصحاب المعاشات الهزيلة، وإنشاء مؤسسة دستورية تعنى بحقوق المتقاعدين والمسنين.

كما جددت هيئة المتقاعدين دعوتها للمشاركة في مسيرات فاتح ماي، تأكيدًا على استمرار النضال الجماعي من أجل استرجاع الحقوق المشروعة، مطالبة بإقرار يوم وطني خاص بالمتقاعدين والمسنين، يكون مناسبة للاعتراف بدورهم ولإطلاق نقاش مجتمعي شامل حول واقعهم وتطلعاتهم.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى