رجا لـ”إعلام تيفي”: المتقاعد ليس رقما بل كرامة وتاريخ

فاطمة الزهراء ايت ناصر

تستعد هيئة المتقاعدين المدنيين بالمغرب، بشراكة مع عدد من الجمعيات والهيئات المماثلة، لتنظيم وقفة احتجاجية سلمية أمام مقر البرلمان، اليوم الخميس 10 يوليوز 2025.

ووصف عبد العزيز رجا، مؤسس هيئة المتقاعدين المدنيين، هذه الخطوة، بغير المسبوقة من حيث التعبئة، وتأتي كتعبير صريح عن حالة الغضب والاحتقان التي تعيشها فئة المتقاعدين، في ظل استمرار تجاهل الحكومة لمطالبهم الملحة.

وأكد المتحدث ل”إعلام تيفي” أن هذه الوقفة ليست مجرد لحظة غضب عابرة، بل هي امتداد لحراك نضالي سلمي ومستمر، الهدف منه لفت انتباه صانعي القرار إلى حجم المعاناة التي يعيشها المتقاعدون، والتي وصفها بأنها “ليست فقط اجتماعية بل إنسانية أيضًا”.

وقال رجا إن فئة المتقاعدين لم تعد قادرة على تحمل صمت الحكومة، خصوصًا أمام التدهور المتواصل في قدرتهم الشرائية.

وأوضح  أن معاشات المتقاعدين ظلت جامدة منذ أكثر من ربع قرن، دون أي مراجعة أو تعديل، رغم الارتفاع المهول في تكاليف المعيشة، والذي تجاوز حسبه 300 في المئة خلال هذه الفترة. هذا التفاوت، حسب رجا، خلق فجوة خطيرة بين قيمة المعاشات ومتطلبات الحياة اليومية، ما جعل المتقاعد المغربي يعاني في صمت، غير قادر على مجاراة الأسعار أو تأمين حاجياته الأساسية.

وكشف رجا أن من بين أكثر النقاط إلحاحًا أيضًا في الملف المطلبي، مسألة التغطية الصحية، حيث يعاني عدد كبير من المتقاعدين من أمراض مزمنة ومضاعفات صحية مرتبطة بسنوات طويلة من الخدمة.

وقال إن الكلفة المرتفعة للعلاج والدواء أصبحت عبئًا لا يطاق، في غياب دعم حقيقي أو تغطية شاملة تأخذ بعين الاعتبار هشاشتهم الصحية والاجتماعية.

وشدد رجا على أن الهيئة سبق أن وجهت مذكرات مطلبية مفصلة إلى رئيس الحكومة ورئيسي مجلس النواب والمستشارين، وكافة الأحزاب والنقابات، تطالب من خلالها بفتح حوار مباشر مع ممثلي المتقاعدين.

وأكد على ضرورة إشراك جمعيات المتقاعدين في النقاشات وصياغة الحلول، معتبرًا أن تغييبهم في المشاورات الرسمية هو إقصاء غير مبرر لشريحة تمتلك خبرات وتراكمات مهنية كبيرة.

ودعا عبد العزيز رجا إلى إصلاح شامل لمنظومة التقاعد، مع مراجعة القوانين المؤطرة لها بشكل يضمن العدالة والكرامة، وتوفير آليات لتعديل المعاشات بشكل دوري ومنصف، يأخذ بعين الاعتبار التغيرات الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة.

واعتبر أن هذه المطالب ليست ترفًا ولا مزايدة، بل هي حقوق بسيطة لفئة قدمت الكثير لهذا الوطن، وأن الاستمرار في تجاهلها سيؤدي لا محالة إلى اتساع دائرة الاحتقان. وختم بالقول: “نحن لسنا عبئًا على أحد، بل طاقة مجتمعية راكمت خبرة ومعرفة، وتستحق أن تُعامل بكرامة واحترام”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى