رسالة “GenZ212” تُشعل النقاش.. وبنكيران يبرئ الحزب من توقيع أفتاتي

حسين العياشي

خرج الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، بتوجيه داخلي حاسم إلى أعضاء الحزب ومسؤوليه، أوضح من خلاله الموقف الرسمي للقيادة من الرسالة المفتوحة لجيل “Z”، المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، والموجهة إلى جلالة الملك تحت عنوان: “دعماً لحركة GenZ212.. حان وقت التحرك في العمق”.

بنكيران، المعروف بدقته في ضبط المواقف السياسية للحزب، شدّد في توجيهه على أن الوثيقة المذكورة، التي حملت توقيع عدد من الأسماء من بينها القيادي عبد العزيز أفتاتي، لم تُعرض على مؤسسات الحزب، ولم يتم التشاور بشأنها داخل الهياكل التنظيمية. وأوضح أن توقيع أفتاتي جاء بصفته الشخصية، ولا يمثل بأي حال الموقف الرسمي للحزب أو أي من هيئاته المنتخبة.

وفي نبرة واضحة تعكس حرص الأمانة العامة على الانضباط التنظيمي، دعا بنكيران أعضاء الحزب ومسؤوليه إلى عدم التوقيع أو الانخراط في أي مبادرات أو بيانات ذات طابع سياسي، دون الرجوع إلى الأجهزة المختصة. واعتبر أن مثل هذه الخطوات الفردية قد تُحدث لبساً في المواقف أو تُستغل سياسياً خارج سياقها، مشيراً إلى أن الحزب يتبنى مقاربة مؤسساتية تقوم على التشاور والانضباط للتوجهات الجماعية.

ويأتي هذا التوجيه في سياق جدل واسع أثارته “حركة GenZ212″، وهي مبادرة شبابية تنشط في الفضاء الرقمي وتدعو إلى إعادة التفكير في أساليب التعبير السياسي والمشاركة المواطنة. وقد لقيت هذه الحركة تفاعلاً متبايناً بين مؤيد يرى فيها صوتاً جديداً لجيل يسعى إلى التغيير، وبين من يعتبرها تعبيراً عفوياً يحتاج إلى تأطير مؤسساتي أكثر وضوحاً.

بهذا الموقف، يكون عبد الإله بنكيران قد أعاد تأكيد مبدأ الانضباط الداخلي كأحد أعمدة التنظيم الحزبي، واضعاً حداً لأي تأويل قد يربط الحزب بمبادرات لم تصدر عنه رسمياً، ومجدداً في الوقت ذاته دعوته إلى الالتزام بالعمل الجماعي المؤطر، باعتباره الطريق الأمثل للحفاظ على مصداقية الحزب وتماسكه في المشهد السياسي المغربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى