روسيا تعترض شحنة طماطم مغربية بسبب فيروسات نباتية

حسين العياشي

في خطوة قد تهدد مسار الصادرات الزراعية المغربية، أعلنت السلطات الروسية عن اعتراض شحنة من الطماطم القادمة من المغرب بعد اكتشاف وجود فيروسين نباتيين فيها، هما فيروس الثمار البنية المجعدة وفيروس موزاييك البيبينو. وعلى الرغم من أن هذه الفيروسات لا تشكل أي خطر على صحة الإنسان، فإنها تشكل تهديدًا كبيرًا للزراعة المحلية في روسيا، وقد تؤثر على إنتاجية المحاصيل وتفرض قيودًا صارمة على الاستيراد.

وأبرز خبراء الزراعة أن هذه الفيروسات تنتشر بسرعة، ما يجعلها قادرة على إلحاق أضرار اقتصادية جسيمة بسلاسل الإنتاج الزراعي والخضري، مما يعقد المشهد أمام المصدرين المغاربة ويهدد نمو صادراتهم في هذا السوق الاستراتيجي.

تأتي هذه الحادثة في ظل فترة شهدت فيها الصادرات الزراعية المغربية نحو روسيا نموًا ملحوظًا. ففي عام 2024، تضاعفت التبادلات التجارية بين البلدين، حيث وصلت الصادرات المغربية إلى روسيا إلى نحو 280 مليون دولار، مدفوعة بزيادة كبيرة في صادرات القمح والمنتجات الزراعية الطازجة. لكن مثل هذه الحوادث الصحية للنباتات قد تبطئ هذه الدينامية وتضعف ثقة المستوردين الروس، ما يستدعي تعزيز السلطات المغربية لإجراءات الرقابة والتتبع لضمان سلامة المنتجات الزراعية المصدرة.

وعلاوة على التداعيات الاقتصادية، قد تحمل هذه الحادثة أبعادًا دبلوماسية وتجارية. إذ يخشى المصدرون المغاربة من أن تؤدي عمليات الحجز هذه إلى تأخير تسليم شحناتهم، وفقدان ثقة المستوردين، وبالتالي التأثير على العقود طويلة الأمد وسمعة القطاع الزراعي المغربي على الساحة الدولية.

في هذا السياق، يؤكد المتخصصون على ضرورة اتخاذ إجراءات استباقية لتعزيز جودة المنتجات الزراعية المصدرة، وتشديد الرقابة الفلاحية قبل الشحن، والعمل على ضمان التتبع الكامل للمنتجات، لتفادي أي حظر محتمل والحفاظ على استقرار العلاقات التجارية مع روسيا، أحد الأسواق المهمة للصادرات المغربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى