زفاف بإقليم الناظور يتحول إلى فضيحة.. عريس مبحوث عنه وتوقيفات بالجملة

حسين العياشي
لم يكن أهالي قرية زغنغان بإقليم الناظور، يتوقعون أن يتحول حفل زفاف عادي إلى واحدة من أكبر الفضائح التي تشغل الرأي العام الوطني. فما إن بدأت مقاطع الفيديو تتسرب إلى مواقع التواصل، حتى وجد المغاربة أنفسهم أمام مشاهد أقرب إلى لقطات سينمائية؛ أصوات أعيرة نارية تتعالى في الهواء، سيارات رباعية الدفع تتجول بلوحات معدنية مخفية، أشخاص مقنّعون يستعرضون قوتهم، وأوراق مالية تُرمى في الشوارع بطريقة استعراضية، وكأن الأمر يتعلق بعرس فوق القانون.
لكن من كان يقف وراء كل ذلك؟ الجواب لم يتأخر. العريس لم يكن سوى “موسى”، رجل يعرفه الأمن جيداً، موضوع عدة مذكرات بحث وطنية بتهم تتعلق بالاتجار الدولي في المخدرات وتبييض الأموال. موسى، الذي اختفى لسنوات في الظل، اختار أن يعود إلى الواجهة في ليلة واحدة، متحدياً القانون والأنظار، وكأنه أراد أن يقول للجميع إنه ما يزال حاضراً.
السؤال الذي طرحه كثيرون: كيف أمكن لشخص بهذا الوضع القانوني أن يظهر علناً، وسط حشد كبير، ويقيم حفلاً بهذه الجرأة دون أن يُرصد مسبقاً؟ هل كان يثق بقدرته على التواري مجدداً، أم كان يتعمد الاستفزاز في رسالة ما؟
السلطات لم تنتظر طويلاً. حملة واسعة قادتها الأجهزة الأمنية أسفرت عن توقيف 22 شخصاً، بينهم فنانون ومشاركون في الحفل، فيما جرى استدعاء آخرين للتحقيق. غير أن الحادث لم يبق في حدود المداهمات الاعتيادية، بل استدعى نزولاً ميدانياً غير مألوف لمدير الشرطة القضائية محمد الدخيسي إلى الناظور، في إشارة واضحة إلى أن القضية أكبر من مجرد “زفاف خرج عن السيطرة”.
التحقيقات ما تزال جارية، وتوقيفات إضافية مرجّحة، بينما يترقب الرأي العام نتائجها بقلق. وبينما تنشغل الأجهزة الأمنية بكشف خيوط هذه القضية، يواصل المواطنون تداول مقاطع الزفاف، ليس فقط بدافع الفضول، بل كتعبير عن صدمة جماعية من مظاهر الاستعراض واللامبالاة التي حوّلت مناسبة اجتماعية إلى مسرح للفوضى والخرق السافر للقانون.
ما هو مؤكد أن زغنغان لم تعد كما كانت بعد تلك الليلة، وأن صور “الزفاف-الفضيحة” ستظل راسخة طويلاً في ذاكرة الرأي العام، باعتبارها لحظة فارقة بين مجتمع يطالب بالنظام والقانون، وآخر يحاول أن يفرض منطق الاستعراض والتحدي.





