زلزال داخل أكاديمية الداخلة: إعفاء المدير بعد أزمة تسمم واختلالات إدارية

حسين العياشي
قرر وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، إعفاء مدير الأكاديمية، محمد فوزي، من مهامه، وتكليف عيدة بوكنين بتسيير شؤون الأكاديمية مؤقتًا إلى حين تعيين مدير جديد وفق الضوابط القانونية المعمول بها. في خطوة مفاجئة قلبت أجواء الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الداخلة وادي الذهب، القرار جاء في وقت تشهد فيه هذه الأخيرة حالة من الاحتقان والتوتر بعد سلسلة من الأحداث التي أثرت على السير العادي للمؤسسات التعليمية بالجهة.
ويربط متتبعون وفاعلون في قطاع التربية هذا القرار، بما شهدته الأكاديمية مؤخرًا من حادثة تسمم غذائي تعرض لها عشرة أساتذة الأسبوع الماضي، إلى جانب ما وصفه البعض بـاختلالات في تدبير الشؤون الإدارية وصعوبات تنظيمية واضحة، فضلاً عن ضعف نسب النجاح المسجلة خلال الموسم الدراسي الأخير، وهو ما أثار مخاوف الأسر والمهتمين بالشأن التعليمي في المنطقة.
ولم يتوقف الأمر عند الموظفين فقط، بل عبر عدد من أولياء الأمور عن استيائهم وقلقهم من الوضع الإداري المتدهور، معتبرين أن أي خلل في تسيير الأكاديمية ينعكس بشكل مباشر على جودة التعليم ومستقبل أبنائهم.
من جانب آخر، أبدى بعض الأساتذة والمقيمين بالجهة تفهمهم للقرار، معتبرين أن الإعفاء خطوة ضرورية لإعادة ترتيب البيت الداخلي للأكاديمية وضمان السير العادي للمنظومة التربوية، خاصة بعد توالي الأحداث التي أثرت على استقرار العمل التربوي.
وأكد مصدر رسمي داخل وزارة التربية الوطنية أن قرار الإعفاء اتُخذ فعليًا، مشيرًا إلى أن تكليف عيدة بوكنين جاء لضمان استمرار تسيير الأكاديمية خلال هذه المرحلة الانتقالية، موضحًا أن الوزارة ستصدر بلاغًا رسميًا في الساعات القادمة، لتوضيح الأسباب الكاملة وراء هذا القرار، وهو البلاغ الذي ينتظره الجميع لمعرفة خلفيات الاعفاء، وما إذا كان مرتبطًا بأحداث محددة أو بتقييم شامل لأداء الأكاديمية.
وفي هذا السياق، يترقب المراقبون وأولياء الأمور أن تصدر الوزارة خطوات عملية لضمان استقرار التعليم بالجهة وحماية مستقبل التلاميذ، مؤكدين على أن كل تأخير أو إرباك إداري يمكن أن ينعكس سلبًا على العملية التعليمية.





