زهير جوهري..عدسة توثق الجمال والتراث في الجنوب الشرقي المغربي

فاطمة الزهراء ايت ناصر

زهير جوهري، شاب من مواليد 1989 بمنطقة أيت فسكى، قرب كلميمة في الراشيدية. بدأ رحلته في التصوير الفوتوغرافي سنة 2017 كهاوٍ، مدفوعًا بشغف كبير لهذا الفن البصري الذي يُشبّهه بالبحر العميق المليء بالإلهام.

وأكد زهير في تصريح ل “إعلام تيفي”  أن التصوير الفوتوغرافي لم يكن مجرد هواية عابرة بالنسبة له، بل كان وسيلة اكتشاف لجمال الطبيعة والثقافة المحيطة به و متنفس للإبداع وأداة لتوثيق اللحظات ونقل الجمال الطبيعي والثقافي الذي تزخر به المنطقة.

وكشف زهير عن بداياته المتواضعة في هذا المجال، حيث انطلق باستخدام كاميرا متوسطة بعد سنوات من التصوير بالهاتف خلال المناسبات العائلية. ومع حبّه للجماليات الطبيعية وشغفه المتواصل، أوضح كيف طوّر نفسه ذاتيًا، ملتقطًا مشاهد ساحرة من واحات الجنوب الشرقي المغربي، ومعبرًا عن روحه المبدعة من خلال عدسته.

ويُبدع زهير في مجالات تصوير الطبيعة والحياة البرية، حيث يُوثّق تنوع الطيور المستقرة والمهاجرة التي تزخر بها المنطقة. كما يختص في تصوير التراث والعادات والتقاليد المحلية، معتمدًا أسلوبًا فنيًا يجمع بين التعبير والابتكار. وأكد أن هذا التنوع في الاختصاصات يعكس رغبته في نقل جمال المنطقة وتاريخها الغني.

ورغم شغفه الكبير، كشف زهير أنه يعاني من تحديات عديدة، من بينها تكاليف المعدات الباهظة والتي تُعتبر أبرز العقبات التي تواجه المصورين في المناطق النائية حسب قوله.

وأكد أن التحديات الجغرافية تزيد من صعوبة الوصول إلى الأسواق المتخصصة لشراء المعدات، بينما تشكل تكلفة الطباعة والنشر عبئًا إضافيًا يمنع الكثير من المبدعين من الاستمرار.

من بين الصور التي يعتز بها زهير، لقطة لجدّته وهي ترتدي الزي الأمازيغي التقليدي وتستخدم الرحى الحجرية لطحن التمر أو الحبوب. هذه الصورة، كما أوضح، ليست مجرد مشهد بسيط، بل تُعبّر عن عمق التراث الثقافي والحياة اليومية التقليدية التي بدأت بالاختفاء مع التطور التكنولوجي.

ويتلقى زهير دعمًا كبيرًا من سكان منطقته ومن متابعين من مختلف أنحاء العالم، حيث يؤكد أن هذا التفاعل يُمثل دافعًا قويًا للاستمرار.

ويحلم زهير بتنظيم معرض فوتوغرافي يُبرز إبداعاته، ويرى أن نجاح هذا المعرض يتطلب تخطيطًا دقيقًا يشمل اختيار المكان المناسب والصور القوية ذات المواضيع المؤثرة، وتنظيمها بطريقة احترافية مع مراعاة الميزانية والجمهور المستهدف.

من خلال عدسته، أوضح زهير أنه يسعى لتسليط الضوء على التنوع البيولوجي والطبيعة الساحرة، بالإضافة إلى تصوير القصور القديمة والتراث الثقافي.

ويؤكد زهير أن التصوير ليس مجرد توثيق، بل رسالة تُعزز الهوية الثقافية لمنطقته وتُبرز جمالها للعالم. يمثل زهير جوهري نموذجًا لشاب موهوب يُواجه التحديات بعزيمة وإصرار، ويستخدم عدسته لنقل قصص بصرية تُلهم الجميع.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى