
فاطمة الزهراء ايت ناصر
وجهت النائبة البرلمانية سلوى البردعي عن حزب العدالة والتنمية، سؤالا كتابيا إلى المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، حول ملابسات نقل كتب ووثائق نادرة من المكتبة العامة والمحفوظات بتطوان في ظروف غامضة.
وأوضحت النائبة في السؤال، أن مدينة تطوان شهدت صدمة كبيرة بعد انتشار صور تظهر شاحنة تابعة لجماعة تطوان تحمل صناديق تحتوي على كتب ووثائق نادرة من المكتبة العامة بشارع محمد الخامس، وهي مؤسسة تاريخية تعد من أعرق الذاكرات الثقافية الوطنية.
وأثارت الصور المتداولة موجة استنكار، ليس فقط بسبب طريقة النقل غير الآمنة، بل أيضاً بسبب غياب الشفافية والغموض حول الجهة المنفذة للترحيل، والسند القانوني لذلك، وطبيعة الجهة التي نُقلت إليها هذه الوثائق.
كما لفتت البردعي إلى أن النقل تم في غياب احترام شروط الحفظ والصيانة المنصوص عليها في القوانين المنظمة للأرشيف والتراث الوثائقي.
وأشارت النائبة إلى أن ما يحدث يمس ذاكرة تطوان ويؤثر على الثقة في إدارة التراث الوطني، خاصة وأن المكتبة مغلقة منذ أكثر من ستة أشهر بدعوى الترميم، بينما يتم نقل محتواها بشكل سري وبدون جرد أو إشراك الباحثين والمجتمع العلمي، ما يطرح شبهات حول مصير هذا الرصيد الوثائقي المغربي النادر.
وطالبت البردعي الوزير بتوضيحات حول، حقيقة الصور المتداولة بشأن النقل، والسند القانوني والإداري للعملية والجهة التي أصدرت الترخيص، والوجهة التي نُقلت إليها الصناديق، وكذلك الضمانات المتخذة لحماية هذا الرصيد من الضياع أو الإتلاف أو التلاعب.
وختمت النائبة مؤكدة أن صيانة الذاكرة الجماعية واجب دولة وليس ترفا، مطالبة بتوضيحات دقيقة وإجراءات فورية لحفظ هذه الثروة المعرفية التي حملتها مدينة تطوان لأكثر من ثمانية عقود.





