ساكنة أغرضان يطالبون بالماء والطريق… والوالي يتعهد بالحل

فاطمة الزهراء ايت ناصر
أكد محمد (ب) احد ساكنة دواوير بمنطقة أغرضان النابعة لإقليم بني ملال أنها تعيش معاناة متواصلة منذ أكثر من 15 سنة، بسبب غياب أبسط شروط العيش الكريم، وعلى رأسها الماء الصالح للشرب وفتح المسالك الطرقية.
وكشف أحد الساكنة ل”إعلام تيفي” أن الأهالي يضطرون لقطع مسافات طويلة على الأقدام، قد تصل إلى 15 كيلومترات أو أكثر، فقط من أجل جلب كميات محدودة من الماء لسقي الماشية أو توفير حاجيات الأسر، مشيرًا إلى أن النساء والأطفال أصبحوا الأكثر تضررًا من هذه الوضعية.
وأوضح المتحدث ذاته أن الوعود التي تلقوها منذ سنة 2015 بإنجاز بئر أو تهيئة طريق لم تتحقق إلى حدود اليوم، رغم تكرار الشكايات وصبر السكان لسنوات، مضيفًا: “عينا من هذا الصبر… بغينا غير الماء والطريق”.
وأضاف قائلا:”على الرغم من تعاقب الحكومات، ما زال الوضع على حاله، حيث تمر السنوات ويستمر السكان في معاناتهم الصامتة في 2025. مناطق عديدة من المملكة تعيش في عزلة حقيقية، تواجه حر الصيف القاسي وثلوج الشتاء القارسة، بلا أدنى شروط تضمن كرامتهم كمواطنين”.
هؤلاء السكان يُعاملون أحيانًا كـ”عملة انتخابية” -حسب قوله-، تُستغل فقط عند كل استحقاق انتخابي، حيث يتم زيارتهم مؤقتًا كل خمس سنوات فقط من أجل كسب أصواتهم، قبل أن يُنسوا مرة أخرى بعد انتهاء الحملات والانتخابات، ليعودوا إلى صمتهم ومعاناتهم اليومية، دون أي تدخل حقيقي يحمي حقوقهم الأساسية.
وأشار إلى أنهم يعانون من التهميش والعزلة، نتيجة غياب التغطية الهاتفية والكهربائية، ونقص المدارس، والمسالك الطرقية، ومراكز الإسعاف الأولي، ما يزيد من صعوبة العيش ويحد من الوصول للخدمات الأساسية في حالات الطوارئ.
وكشف المتحدث أن والي الجهة الذي حضر إلى المنطقة، وعد بأنه سيرسل لجنة إقليمية إلى عين المكان قصد تحديد المسالك ذات الأولوية، مع برمجة مسارين رئيسيين نحو دواوير وهرماش وتيفروين.
وأشار المتحدث إلى أن الساكنة لم تعد تثق بالوعود المتكررة للمسؤولين، ولا بالمترشحين، ولا حتى برئيس الجماعة، مؤكدًا أن هذه الوعود لم تسمن ولا تغني من جوع، وأن السكان ما زالوا محرومين من أبسط أساسيات الحياة.
وأوضح أن الساكنة ستكرر المسيرة الاحتجاجية إلى والي الجهة من أجل المطالبة بحقوقها المشروعة، في حالة لم يتم تحقيق الوعود على ارض الواقع، متسائلًا عن سبب هذه “الحكرة” وعن غياب الاستجابة لشكاويهم طيلة السنوات الماضية، قبل أن يتم التعامل مع مطالبهم اليوم فقط بعد حضور الإعلام وتصوير المسيرة، في موقف يعكس الإهمال والتهميش المتواصل.
وقال :”شارك في المسيرة كل من الصغير والكبير، النساء والرجال، الشيوخ والمرضى، جميعهم فقط من أجل المطالبة بالأساسيات، ولتأكيد المسؤولين أن الساكنة لم تعد تستطيع الصبر، وأنها لن تسكت بعد اليوم”.
وأوضحوا أن هذه المسيرة ليست من أجلهم شخصيًا، بل من أجل الجيل الصاعد وأحفادهم، بينما هم وأبناؤهم اضطروا للتعايش مع الوضع الصعب واقتربوا من الرحيل إلى دار البقاء.





