ساكنة الخميسات تشتكي ضعف الخدمات الصحية وتوقف المستشفى الجديد

فاطمة الزهراء ايت ناصر
يعيش إقليم الخميسات، أكبر أقاليم جهة الرباط-سلا-القنيطرة من حيث المساحة والتعداد السكاني، أزمة صحية خانقة، في ظل نقص حاد في البنية التحتية الصحية والخدمات الأساسية. فالمستشفى الإقليمي الحالي، الذي يفترض أن يغطي حاجيات السكان، يعاني من ضعف كبير في التجهيزات، غياب متكرر للأطباء، واعتماد شبه كلي على متدربي المدارس الخاصة، إضافة إلى تعطل أجهزة الفحص منذ مدة طويلة.
وبعد التواصل مع عدد من المواطنين، تبيّن أن أغلب الطاقم المتواجد داخل المستشفى يتكوّن من متدربي المدارس الخاصة، في ظل غياب الأطباء بشكل كبير ومتكرر، ما يفاقم معاناة المرضى وأسرهم.
وحسب أحد الساكنة تزداد حدة الأزمة مع تعطل أجهزة الفحص منذ مدة، الأمر الذي يضطر المرضى إلى البحث عن بدائل في مدن أخرى، في مقدمتها العاصمة الرباط، حيث يتم إرسال عدد كبير من الحالات يوميًا لغياب الإمكانيات الأساسية في الخميسات.
ومنذ انطلاق أشغال بناء المستشفى المتعدد الاختصاصات سنة 2017، علّقت الساكنة آمالاً كبيرة على هذا المشروع لتحسين الوضع الصحي بالإقليم.
المشروع، الذي خُصصت له مساحة 7 هكتارات وكان من المفترض أن يكتمل في ثلاث سنوات، كان من المنتظر أن يضم أقسامًا حيوية مثل أمراض الأم والطفل، الجراحة، مختبر التحاليل، الترويض، التشخيص، والولادة. غير أنه، وبعد مرور أكثر من سبع سنوات، لم يُنجز سوى جزء صغير منه، بينما توقفت باقي الأشغال لأسباب ما تزال مجهولة.
أحد سكان الإقليم قال: “لقد تعبنا من الوعود، المستشفى الحالي لا يرقى إلى مستوى أبسط الخدمات، والمستشفى الجديد أصبح حلمًا مؤجلاً منذ سنوات، ونحن ندفع الثمن كل يوم من صحتنا وأعصابنا.”
أمام هذا الوضع، يُضطر المرضى إلى التوجه نحو المستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط، في رحلة شاقة ومكلفة مادياً ونفسياً، خاصة بالنسبة لساكنة المناطق القروية النائية، ما يجعل معاناتهم مضاعفة.
وتطالب ساكنة الخميسات الجهات المسؤولة بالتدخل الفوري والعاجل لتسريع استكمال مشروع المستشفى المتعدد الاختصاصات، وتعزيز البنية التحتية الصحية بما يتناسب مع حجم الإقليم وحق مواطنيه في الولوج إلى خدمات طبية لائقة.





