ساكنة برج مولاي عمر تتنفس مجددًا بعد نهاية أربعين سنة من الفوضى والعشوائية

حسين العياشي
ثمن هشام خشان، الفاعل الجمعوي بجماعة مكناس، المجهودات التي قامت بها السلطات لتحرير الملك العمومي، لا سيما نجاحها في تفكيك السوق العشوائي بمنطقة برج مولاي عمر، الذي دام لأكثر من أربعين عامًا، بعد أن فشلت جميع المحاولات السابقة. هذا السوق، الذي امتد بشكل فوضوي، تسبب في اختناق المسالك الطرقية، وأدى إلى توقيف بعض خطوط النقل الحضري التي كانت تمر من قلب المنطقة.
وأكد خشان، في تصريح لـ”إعلام تيفي”، أن هذه الحملة جاءت نتيجة شكاوى السكان وضغوطات المجتمع المدني، وأضاف أن لجنة التفتيش التابعة للداخلية توقفت عند خروقات كبيرة تعيشها جماعة مكناس بشكل عام، ومنطقة البرج خصوصًا، وهو ما دفع العامل إلى مراسلة رئيس الجماعة بضرورة معالجة هذه الاختلالات بشكل عاجل.
وفي خطوة لافتة وغير متوقعة، نجحت القائدة لبنى في تحرير الملك العمومي، محققة ما فشل فيه الرجال الذين سبقوها على مدى سنوات طويلة. فقد أعادت الشوارع والأرصفة للساكنة، وحررت المنطقة من المخلفات البيئية والسلبية التي تراكمت بفعل العشوائية.
وأشار خشان إلى أن السوق العشوائي لم يكن ليتغول بهذا الشكل إلا بسبب الاختلالات التي طالت الأسواق النموذجية التي أُنشئت لاستيعاب الباعة في فضاء منظم. تلك الاختلالات دفعت أغلبهم إلى احتلال الملك العمومي والشوارع المحيطة، مبررين ذلك بأن المحلات الرسمية قد تم تفويتها إلى جهات معينة، ما رفع أسعار الكراء إلى مستويات غير مقبولة. كما أشار إلى أن بعض الباعة الذين استفادوا من محلات نموذجية قاموا ببيعها وعادوا إلى العشوائية، وهو ما ساهم في توسيع “الورم” الذي عجزت المؤسسات المحلية عن استئصاله لسنوات بفعل تواطؤ بعض المسؤولين وتسييس الملف في كل مناسبة.
بعد تحرير الملك العمومي، انتقل الباعة مؤقتًا إلى حديقة بالمنطقة، في انتظار تحسين وضعيتهم، لكن السكان عبروا عن تخوفهم من أن يتحول الحل المؤقت إلى سوق دائم، خوفًا من تكرار تجربة العشوائية السابقة.
وفي اجتماع تشاركي مع الباشا، تم الاتفاق على استغلال الساحة بشكل منظم، وفق دفتر تحملات يحدد أوقات إخلائه ويضمن نظافة المكان بعد الرابعة مساءً، ليبقى الفضاء متاحًا للأطفال وساكنة المنطقة في المساء، مثلما هو معمول به في التجارب الدولية.
الأمور اليوم تتجه نحو التنظيم، حسب خشان، والسلطة ملتزمة بتدقيق اللوائح لضمان استفادة مستحقة ومنع أي تلاعبات، بينما يبقى نجاح الحل مرتبطًا بتعاون الباعة أنفسهم والتزامهم بالقواعد المتفق عليها.