ساكنة تاكضيشت تحت العطش.. وفرشة الماء تُستنزف من أجل البطيخ

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

«منذ سنوات ونحن نعاني في دوار تاكضيشت المعروف بـ”عروسة إزناكن” من أزمة الماء الصالح للشرب، لكن الوضع زاد سوءا مع دخول شركات ومستثمرين لاستغلال أراضينا لزراعة البطيخ الأحمر، حيث تم حفر آبار عميقة استهلكت كميات كبيرة من الماء، ما أدى إلى تراجع مواردنا المائية بشكل كبير»، هكذا بدأ أحد سكان الدوار حديثه، مفضلاً عدم ذكر اسمه.

وأضاف: «أصبح من الصعب علينا تلبية الحاجيات الأساسية للماء، ونضطر للاعتماد على شاحنة صهريجية تأتي بشكل متقطع وبكميات محدودة، وفي أحيان كثيرة نقف لساعات طويلة لملء قنيناتنا الصغيرة، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف».

وأشار المتحدث إلى أن الصهاريج، رغم أهميتها، لا تكفي لتغطية احتياجات جميع الأسر، وغالبًا ما تقتصر على بعض المنازل، مما يزيد من معاناة السكان ويجعل الوصول إلى الماء مهمة يومية شاقة.

وتابع: «في السابق كان محيط الدوار أخضر ومليئا بالحياة الزراعية، لكن اليوم تحولت الأراضي إلى اللون الأصفر وأصبحنا نعاني جفافا كبيرا، الأمر الذي دفع عددا من سكان الدوار إلى الهجرة نحو المدن».

وأشار إلى أن السكان خاطبوا الجهات المعنية أكثر من مرة لإيجاد حلول دائمة، سواء عبر ربط الدوار بشبكة الماء الصالح للشرب أو إقامة سد تلي قريب لتأمين المياه، مؤكدا أن الحلول ممكنة ولا تتطلب تمويلا ضخما.

واختتم بالقول: «الماء منبع الحياة، وانعدام الماء يشكل عقبة أمام أي تنمية اقتصادية أو اجتماعية. نحن بحاجة إلى تدخل عاجل من السلطات والجمعيات لتأمين مياه الشرب ومياه السقي، بما يتيح لنا تحسين ظروف العيش وإطلاق تعاونيات فلاحية مستدامة تعيد الحياة إلى دوارنا وتحد من الهجرة».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى