سالم ل”إعلام تيفي”: “موقف مقدونيا الشمالية يدعم مبادرة الحكم الذاتي ويعزل الطرح الانفصالي”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
أكد محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أن الموقف الأخير لمقدونيا الشمالية الداعم لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، يُعد تحولاً دبلوماسياً نوعياً، ويؤشر إلى زخم جديد في خريطة الدعم الدولي لمغربية الصحراء، خاصة على مستوى على مستوى منطقة البلقان وشرق اوروبا، التي كانت سابقاً معقلاً للأطروحة الانفصالية إبان الحرب الباردة.
وكشف رئيس المرصد ل”إعلام تيفي” أن الموقف المقدوني لا يمكن فصله عن الدينامية الدبلوماسية المتسارعة التي تقودها المملكة المغربية في القارة الأوروبية، مشيرًا إلى أن العديد من الدول، مثل صربيا وكرواتيا وسلوفينيا وألبانيا، انخرطت في موجة دعم متزايدة للمغرب، في وقت تعيش فيه الجزائر والبوليساريو عزلة دولية غير مسبوقة.
وأوضح أن المملكة المغربية نجحت في تجاوز الدعم التقليدي من بلدان غرب أوروبا إلى بناء علاقات استراتيجية مع دول شرق القارة، مثل لاتفيا، رومانيا، هنغاريا، التشيك ، وحتى دول البلطيق كإستونيا، وبلدان الشمال مثل الدانمارك وفنلندا، ما يُعزز من زخم الاعتراف بمبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد وواقعي للنزاع المفتعل حول الصحراء.
وأكد المتحدث أن هذا الدعم الدولي لا يخدم فقط الموقف السياسي للمغرب، بل يعزز أيضًا شرعيته القانونية والتنموية، بالنظر إلى ما تحققه المملكة من إشعاع اقتصادي وتنموي كبير في أقاليمها الجنوبية، في مقابل أوضاع إنسانية مأساوية يعيشها سكان مخيمات تندوف، حيث تتفاقم الانتهاكات الحقوقية ويتفشى الفقر والحرمان تحت قبضة البوليساريو.
وشدد عبد الفتاح على أن الدول المترددة أو ذات المواقف الرمادية أصبحت معزولة، وهي تخسر فرصًا اقتصادية واستثمارية كبرى بتأخرها في الانخراط في الموقف الداعم للمملكة، خصوصاً وأن المغرب يكرس سيادته بشكل فعلي على الأرض عبر مشاريع استراتيجية كبرى مثل أنبوب الغاز النيجيري، وربط إفريقيا بأوروبا، وبرامج الاندماج والتكامل الاقتصادي مع بلدان غرب القارة الافريقية ومنطقة الساحل.
واعتبر رئيس المرصد الصحراوي أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية أصبحت، اليوم، مرجعية أممية، حيث تثني عليها قرارات مجلس الأمن وتصفها بالجادة والواقعية وذات المصداقية، في وقت تراجع فيه الاهتمام الأممي بطرح الانفصال الذي بات متجاوزاً وغير ذي جدوى، حتى في تقارير الأمين العام للأمم المتحدة.
وأكد أن المملكة المغربية ماضية في تعزيز تموقعها كفاعل إقليمي قوي في محيط متوتر، مشيراً إلى أن النموذج التنموي المتحقق في الأقاليم الجنوبية، والاندماج المؤسساتي لساكنتها، يشكلان ضمانة قوية لجذب المزيد من الدعم الدولي، وترسيخ مبادرة الحكم الذاتي كحل دائم ومتوافق عليه.