
فاطمة الزهراء ايت ناصر
في مسار يجمع بين الشغف والوفاء للجذور، حصل سفيان سنوسي، اللاعب السابق المتكون داخل مدرسة الرجاء البيضاوي، على شهادة أوروبية تخوّله شغل منصب مدير مدرسة لكرة القدم في أوروبا، في خطوة تعكس رغبته في نقل خبرته إلى الأجيال الصاعدة وصناعة جيل جديد من اللاعبين على أسس تربوية وتقنية متينة.
ويعد هذا الإنجاز امتدادا طبيعيا لمسيرة بدأت في تسعينيات القرن الماضي، حيث حمل سفيان قميص الرجاء البيضاوي لما يقارب عشر سنوات، متنقلًا بين فئات الصغار والناشئين، تحت إشراف اللاعب والمدرب السابق سعيد الصديقي.

تلك المرحلة تركت أثرا عميقا في شخصيته، إذ يؤكد أن جودة التكوين داخل مدرسة الرجاء زرعت فيه حب التعليم والرغبة في تقاسم المعرفة مع اللاعبين الشباب، مستلهمًا قيم الانضباط والصرامة وروح الجماعة التي طبعت تجربته داخل النادي الأخضر.
وبعد حصوله على شهادة البكالوريا، اختار سفيان متابعة دراسته في فرنسا، ما وضع حدًا لمسيرته كلاعب، في وقت واصل فيه بعض زملائه مشوارهم الاحترافي ونجحوا في كتابة فصول مضيئة في تاريخ كرة القدم المغربية، من بينهم عادل سراج ونبيل مسلوب وعادل بكار وزكريا عبوب.
اليوم، لا ينظر سفيان سنوسي إلى هذه الشهادة كمجرد وثيقة إدارية، بل يعتبرها مسؤولية ورسالة تهدف إلى رد الجميل للمدرسة التي صقلت موهبته وشخصيته، عبر المساهمة في تكوين لاعبين يحملون نفس القيم التي نشأ عليها، والحفاظ على إرث مدرسة كرة القدم التي صنعت أحلامه ولا تزال تلهم أجيالا من الممارسين.





