
فاطمة الزهراء ايت ناصر
لا تزال ساكنة دوار إمي نولان، التابعة لإقليم ورزازات، تعيش على وقع التهميش والإقصاء الممنهج، في ظل غياب البنيات التحتية الأساسية، وعلى رأسها الطريق الوحيدة المؤدية إلى القرية، والتي تزداد حالتها سوءًا مع مرور الوقت، ما يجعل تنقل السكان محفوفًا بالمشقة والعزلة.
وأكدت مصادر محلية ل”إعلام تيفي” أن سكان الدوار وجمعيات المجتمع المدني تقدموا بعدة طلبات رسمية للمجلس الإقليمي قصد تخصيص جرافة من أجل إصلاح مقطع طرقي حيوي يعاني من التهالك، غير أن مطالبهم قوبلت بالصمت والتجاهل المتكرر، وهو ما اعتبروه استمرارا في سياسة التهميش التي تطال المناطق الجبلية.
وفي مشهد أثار موجة من الاستياء، كشف مصدر محلي موثوق أنه تم اليوم توثيق استعمال جرافة تابعة للمجلس الإقليمي بورزازات في الدوار، بغرض خدمة مصلحة شخصية لفرد مقرّب من رئيس المجلس الإقليمي، المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار.
وقد خلّف هذا السلوك حالة من الغضب العارم في صفوف السكان، الذين يرون في ذلك تمييزًا صارخًا وتوظيفًا غير قانوني للآليات العمومية لخدمة المحسوبية، في مقابل تجاهل احتياجات السكان البسطاء الذين يطالبون فقط بفك العزلة عن منطقتهم.

وأوضح أحد الفاعلين الجمعويين في تصريح لـ”إعلام تيفي”، أن “الساكنة تعتمد في كثير من الأحيان على أدوات يدوية بسيطة وشبه بدائية لمحاولة إصلاح الطريق، في ظل غياب الدعم ولامبالاة الجهات المعنية”، مضيفًا أن “ما حدث اليوم يؤكد مرة أخرى أن الأولوية في الاستفادة من الخدمات تُمنح حسب منطق الولاءات، وليس حسب الحاجيات الحقيقية للمواطنين”.
ويعيد هذا الحادث تسليط الضوء على واقع سوء تدبير الموارد الجماعية في بعض المجالس الإقليمية، ويدعو إلى فتح تحقيق شفاف حول كيفية استعمال الآليات العمومية ووجهتها، ومدى احترام مبدأ المساواة بين المواطنين في الاستفادة من الخدمات.





