سكوري: الحكومة استوعبت رسالة الشباب الغاضب الذي عبر عن رأيه بشكل حضاري

حسين العياشي
أكد يونس سكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، في الندوة التي عقبت اجتماع المجلس الحكومي، أن الحكومة استوعبت رسالة الشباب الغاضب، وأن واجبها اليوم هو الاستماع إليهم بجدية والتفاعل مع مطالبهم بشكل ملموس، بعيداً عن لغة التبرير أو الاكتفاء بالإنصات فقط.
وأوضح أن من غير الصواب حصر أسباب الاحتجاجات في ضعف التواصل الحكومي أو عدم شرح ما تم إنجازه، معتبراً أن المشكل أعمق بكثير، فالشباب يتحدثون انطلاقاً من واقع يومي يلامسونه على كافة المستويات، وهو واقع لا يمكن إنكاره أو التغطية عليه بأي شكل من الأشكال.
وشدد الوزير، على أن بعض الوزراء أبانوا خلال الاجتماع الحكومي، عن مصداقية في التفاعل مع المتطلبات الاجتماعية المطروحة، وأنهم لا يكتفون بالاستماع، بل يعملون على طرح حلول عملية تراعي الاستعجال الذي تفرضه المرحلة. واعتبر أن الحوار هو المدخل الأساس، شرط أن يتم تنظيمه بشكل واضح ومؤطر، حتى لا تقدم الحكومة أجوبة لا تعكس انتظارات هؤلاء الشباب.
وفي هذا السياق، توقف سكوري عند مسألة أساسية تتعلق بضرورة عدم شيطنة الحركة الاحتجاجية للشباب، موضحاً أن من الخطأ الخلط بين فئات الشباب أو تعميم الاتهام، فهناك من بينهم من يعبر عن آرائه بشكل حضاري وبناء في نقاشات “DISCRORD”، التي تستمر حتى ساعات متأخرة عبر فضاءات النقاش الرقمي المفتوحة، وفي نفس اللحظة يوجد آخرون يقومون بأعمال تخريبية خارج هذا الأطر. موضحا، أنه من المستحيل أن يكون نفس الشباب الذين يناقشون علناً عبر البث المباشر، هم أنفسهم من يحرقون ويكسرون في الشارع، ما يستوجب التمييز بين الفئتين. في المقابل شدد على أن أعمال العنف وتخريب الممتلكات تبقى خطاً أحمر لأنها تضر بالجميع وتنسف أي مجهود إصلاحي.
كما دعا الوزير الشباب الفئة الشابة الواعية والمسؤولة، إلى تحديد مطالبهم بشكل واضح ومنع أي طرف من الركوب على قضيتهم أو استغلالها سياسياً، مؤكداً أن الحكومة ترحب بالحوار الجاد وتعتبره السبيل الوحيد لصياغة حلول عملية ومشتركة.
وتابع سكوري مؤكداً أن المرحلة لا تحتمل الانتظار إلى حين صدور قانون المالية لسنة 2026، بل تستدعي التفاعل العاجل مع الظرفية الراهنة عبر إجراءات ملموسة وسريعة تعكس حجم التحديات، وذلك من خلال إعادة ترتيب الأولويات بشكل مستعجل.
وأضاف أن المسؤول السياسي ينبغي أن يخلص في عمله كل يوم، ويضع خدمة المواطن فوق كل الاعتبارات الحزبية أو الانتخابية، مشيراً إلى أن المواطن ينتظر نتائج ملموسة يومياً، ولا يمكن أن يترك المسؤول مكتبه من أجل حملة انتخابية بينما ينتظر الناس حلولاً لمشاكلهم.
وختم الوزير، بالتأكيد على أن المصداقية لدى الشباب هي الرهان الحقيقي، وأن الإصلاح يتطلب وعياً جماعياً ومسؤولية مشتركة، مشدداً على أن الوقت عصيب للجميع، لكن لا خيار سوى التعقل، والتفاعل العاجل مع المطالب، والعمل من أجل نتائج ملموسة على الأرض.