شباب الأصالة والمعاصرة: لا للعنف.. نعم للحوار والإصلاح العادل

حسين العياشي

عبّر شباب حزب الأصالة والمعاصرة، من خلال بيان صادر عن منظمتهم، عن انشغالهم العميق بما تشهده بعض المدن من احتجاجات يقودها شباب يطالبون بتحسين الخدمات الصحية، والارتقاء بجودة التعليم، وتوفير فرص الشغل، ومحاربة الفساد. وأكدت المنظمة أن هذه المطالب مشروعة، لأنها تعكس جوهر انتظارات المجتمع المغربي، وتشكل أساسًا لبناء أجيال واعية، وخفض نسب البطالة، وتعزيز الثقة في المؤسسات.

وأوضحت المنظمة أن صوت الشباب، بما يحمله من حماس صادق وغضب مشروع، قد يكون محرجًا أحيانًا أو جارحًا في تعبيره، لكنه ليس نشازًا، ما دام ينطلق من عمق المجتمع ويحترم المؤسسات ويصون الثوابت الوطنية. فالشباب، بحسب البيان، يعبّر عن حيوية المجتمع وطاقته النقدية التي يجب أن تُصغى إليها لا أن تُهمّش.

وفي هذا السياق، أشادت منظمة شباب الأصالة والمعاصرة بالمبادرات التي بادر إليها مناضلو الحزب من أجل الإنصات والنقاش والتفاعل مع الشباب، سواء عبر المنصات الرقمية أو من خلال اللقاءات المباشرة، مؤكدة أن هذا الانفتاح يعكس قناعة راسخة بضرورة جعل قضايا الشباب في صلب النقاش العمومي. كما دعت المنظمة كافة مناضليها ومناضلاتها إلى الانخراط المسؤول في هذه الدينامية، بما يضمن نقاشًا هادئًا ومسؤولًا داخل الفضاءات العمومية والرقمية، في احترام تام للمساطر القانونية.

وأشار البيان إلى أن منظمة الشباب تعمل على تكثيف لقاءات مبادرة “جيل 2030″، التي أطلقها شباب الحزب في مارس 2025، باعتبارها مبادرة مدنية ورقمية تهدف إلى فتح فضاء للإنصات لجميع الشباب من مختلف الجهات والانتماءات. وأكدت المنظمة أنها ستكون دائمًا شريكًا حقيقيًا وفاعلًا في هذه المبادرة، التي تمثل نافذة أمل وقناة تواصل متجددة مع الطاقات الشابة.

وفي الوقت ذاته، أدانت المنظمة بشدة أعمال العنف والتخريب التي عرفتها بعض المدن، مشيدة في المقابل بالأصوات العديدة التي تشبثت بالسلمية وأكدت ضرورة احترام القانون، باعتبار ذلك السبيل الأمثل لحماية قوة المطالب ومشروعيتها.

واختتمت منظمة شباب الأصالة والمعاصرة بيانها بالتأكيد على أنها حاضرة بقوة لتكون صوت الشباب وجسر الأمل بينهم وبين المؤسسات، وأنها لن تقبل أن تبقى مجرد متفرج، بل ستظل شريكًا ملتزمًا بالإصلاح. كما دعت النخب السياسية والوزراء والمسؤولين إلى تكثيف التواصل المباشر مع المواطنات والمواطنين، خاصة في قضيتي الصحة والتعليم، عبر الوسائل الحديثة التي يعتمدها جيل اليوم كالمنصات الرقمية والبودكاست، حتى تظل قنوات الحوار مفتوحة ومثمرة، وبما يعزز الثقة ويحول الغضب المشروع إلى طاقة أمل وبناء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى