شتور ل”إعلام تيفي”: “الهندية فقدت مكانتها بسبب الغلاء”
فاطمة الزهراء ايت ناصر
أكد علي شتور، رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق المستهلك، أن فاكهة “الكرموس الهندي” أو ما يعرف شعبياً بـ”الهندية”، التي كانت لعقود طويلة فاكهة الصيف المفضلة لدى الفئات الهشة وذوي الدخل المحدود.
وأشار ل”إعلام تيفي” أنها فقدت مكانتها كفاكهة شعبية في متناول الجميع، بسبب ارتفاع سعرها إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تجاوز ثمن الحبة الواحدة عشرة دراهم في بعض المناطق، ما جعلها سلعة نادرة موجهة حتى للتصدير.
وأوضح شتور أن هذا التغير الجذري في توفر “الهندية” يرتبط بعدة عوامل متداخلة، أبرزها تفشي آفة الحشرة القرمزية التي دمرت مساحات واسعة من نبتة الصبار في مناطق دكالة وسوس والجنوب، إلى جانب تأثير الجفاف والتغيرات المناخية.
وأشار إلى أن غياب استراتيجية وقائية فعالة من الجهات المختصة تسبب في كارثة بيئية أدت إلى تراجع العرض وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق.
وأبدى شتور قلقه من فقدان هذا المنتوج التراثي من متناول الفئات الفقيرة، داعياً إلى تدخل عاجل من وزارة الفلاحة والجهات المعنية عبر تسريع برامج مكافحة الحشرة القرمزية، وتوسيع زراعة الصبار المقاوم، ودعم الفلاحين الصغار المتضررين.
وشدد على أهمية إصلاح منظومة التوزيع للحد من الاحتكار والزيادات غير المبررة، وإطلاق حملات توعوية للفلاحين حول أساليب الوقاية والعناية بالنبتة.
ودعا شتور كذلك إلى تشجيع التعاونيات المحلية على تحويل منتوج الصبار لإعطائه قيمة مضافة تساهم في خلق فرص شغل جديدة وتحسين دخل الفلاحين.
وأكد على أن فاكهة “الهندية” ليست مجرد غذاء موسمي بسيط، بل تمثل تراثاً بيئياً واجتماعياً أصيلاً يجب الحفاظ عليه وإدماجه بشكل عادل في الدورة الاقتصادية، ليعود هذا المنتوج الرمزي إلى موائد الفئات التي كانت تعتمد عليه كمصدر طبيعي ومغذي، قبل أن يتحول إلى سلعة حكر على الطبقات الميسورة.
