شقير ل”إعلام تيفي”:”المغرب يستثمر تراجع نفوذ الجزائر بأمريكا اللاتينية لترسيخ الدعم لمغربية الصحراء””

فاطمة الزهراء ايت ناصر
أكد المحلل السياسي محمد شقير أن إعلان السلفادور عن دعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء، خلال حفل تنصيب الرئيس الجديد، يعكس نجاح الدبلوماسية المغربية في استثمار اللحظة السياسية الإقليمية والدولية لتعزيز موقفها في ملف الصحراء.
وأوضح شقير ل“إعلام تيفي” أن حضور وزير الخارجية المغربي لهذا الحفل لم يكن مجرد مشاركة بروتوكولية، بل مناسبة استراتيجية استُغلت لإقناع السلفادور بوجاهة المقترح المغربي، في سياق تجديد الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء، خاصة عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة.
وكشف شقير أن هذا التقارب قد يفضي إلى إعلان فتح قنصلية لسلفادور بمدينة العيون، ما سيشكل اعترافًا دبلوماسيًا صريحًا وملموسًا بالسيادة المغربية على الصحراء، وقد يشجع بدوره دولًا أخرى في أمريكا اللاتينية على اتخاذ خطوات مماثلة.
وفي معرض تحليله لتحولات المنطقة، أوضح المحلل السياسي أن الدبلوماسية المغربية نجحت في استغلال تراجع النفوذ الجزائري بأمريكا اللاتينية، وهي منطقة كانت تمثل معقلًا تقليديًا لدعم الطرح الانفصالي، خصوصًا من قبل دول يسارية مثل كوبا وفنزويلا والمكسيك.
وأضاف أن تغير الخريطة السياسية في هذه الدول، مع تراجع هيمنة التيارات اليسارية، مكّن الرباط من التمدد في هذه الرقعة الجغرافية الحساسة.
وأشار شقير إلى أن المغرب اعتمد سياسة ذكية عبر توظيف شخصيات يسارية مغربية في مهام دبلوماسية بهذه الدول، مثل عبد الرحمن اليوسفي وعبد القادر الشاوي، إلى جانب تفعيل دور جمعيات الصداقة في توضيح أبعاد قضية الصحراء على أنها قضية استرجاع أراضٍ مغربية مغتصبة وليست قضية تقرير مصير كما تروج له الجزائر والبوليساريو.
وأشار شقير إلى أن الدبلوماسية المغربية حرصت على إعادة تأطير القضية الصحراوية دوليًا، عبر التأكيد على أنها قضية استرجاع أقاليم مستعمرة وليست قضية تقرير مصير، مؤكدًا أن مفهوم “الشعب الصحراوي” تم اختلاقه من طرف الدعاية الجزائرية وجبهة البوليساريو.
وعن نتائج هذه المقاربة، كشف شقير أن دولًا مثل بنما، الإكوادور، الأوروغواي، وحتى البرازيل، بدأت في تعديل مواقفها من قضية الصحراء، في ظل إدراكها لأهمية التعاون الاقتصادي والسياسي مع المغرب، خاصة بعد طرح “المبادرة الأطلسية” التي قد تفتح آفاقًا تجارية واعدة أمام دول أمريكا اللاتينية المصنفة ضمن الفضاء الأطلسي.
وفي هذا السياق، أكد شقير أن موقف إسبانيا الداعم للمبادرة المغربية لعب دورًا حاسمًا، لما لهذه الدولة الإيبيرية من تأثير تاريخي وثقافي على قرارات عدة دول في أمريكا اللاتينية، بحكم العلاقات الاستعمارية السابقة.
أما بشأن التحديات المستقبلية، أوضح شقير أن المغرب مطالب اليوم بتقوية بعثاته الدبلوماسية في أمريكا اللاتينية من حيث الكفاءة اللغوية والمعرفة الدقيقة بملف الصحراء، من أجل تحويل هذا الزخم إلى سياسة دبلوماسية فعالة ومستدامة، والعمل على محاصرة أي تحرك جزائري مناوئ، واستباق تقلبات السياسة الداخلية في هذه الدول التي قد تشهد صعود حكومات يسارية من جديد.
وشدد على ضرورة ترسيخ المواقف الإيجابية للدول الداعمة لمغربية الصحراء، وجعلها أكثر صلابة في مواجهة أي ارتدادات محتملة أو محاولات اختراق من الطرف المقابل.





