شقير ل”إعلام تيفي”: “إشادة لبنان بالمغرب في الجزائر رسالة لرفض محاور ضد الرباط”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
قال محمد شقير، المحلل السياسي الخبير في العلاقات الدولية، إن تصريحات الرئيس اللبناني جوزيف عون من الجزائر، التي أشاد فيها بدور المغرب في توقيع اتفاق الطائف، تحمل رسائل سياسية واضحة، أبرزها أن لبنان غير مستعد للدخول في أي محور ضد المغرب، وأنه يسعى للحفاظ على مسافة متوازنة من التوتر القائم بين الرباط والجزائر.
وكان الرئيس اللبناني قد أكد خلال زيارته الرسمية الأولى للجزائر، أن “العلاقات بين لبنان والجزائر تاريخية، من عمر وجودهما معا، ومع سواهما من الإخوة العرب على شاطئ المتوسط”، مضيفًا أن “المصلحة العربية المشتركة يجب أن تجمع الدول العربية على قاعدة تحقيق خير الإنسان في كل بلد من بلداننا”.
وأوضح شقير ل”إعلام تيفي”، أن الإشادة اللبنانية بالدور المغربي في الحفاظ على وحدة لبنان والمساهمة في تفعيل اتفاق الطائف، تُعد اعترافًا مبدئيًا بالدور الجامع والتضامني للمغرب، وبسعيه الدائم إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، مع الحرص على وحدة الصف العربي.
وبخصوص خلفيات الزيارة اللبنانية الرسمية إلى الجزائر، يرى شقير أنها تهدف بالأساس إلى تعزيز العلاقات الثنائية وخدمة مصالح متبادلة، حيث يسعى لبنان للحصول على دعم مالي من الجزائر لإصلاح وتشغيل منشآت عمومية تضررت، خاصة بعد الانفجار الذي عرفه مطار بيروت وإتلاف عدة مرافق للطاقة، فيما تبحث الجزائر عن لعب دور أوسع في الساحة العربية وفتح بوابة جديدة نحو سوريا، خاصة بعد عزلتها المتزايدة في شمال إفريقيا ومع بعض شركائها الأوروبيين، وعلى رأسهم فرنسا.
أشاد الرئيس اللبناني جوزيف عون خلال زيارته إلى الجزائر، بالدور البارز للمغرب في التمهيد للتوقيع على “اتفاق الطائف”، الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان في التسعينات. في ندوة صحافية مشتركة مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، أكد عون أن المغرب لعب دورا محوريا في تحقيق الوفاق اللبناني، مؤكدا على أهمية العلاقات التاريخية بين لبنان والجزائر.
وأشار الرئيس اللبناني إلى أن “اتفاق الطائف” أصبح بمثابة الدستور للنظام السياسي اللبناني، حيث ساعد على استعادة السلم الوطني وتعزيز الانتماء العربي للبنان. كما شدد على أن التضامن العربي هو المفتاح لوحدة لبنان وسيادته.