شقير ل”إعلام تيفي”: “المغرب يقترب من حيازة الباتريوت”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
أكد الباحث في الشؤون العسكرية والسياسية، الدكتور محمد شقير، أن المغرب بلغ مرحلة شبه نهائية في مسار اقتناء منظومة الدفاع الجوي الأمريكية المتطورة “باتريوت”، وهو ما يشكل قفزة نوعية في تعزيز قدراته الدفاعية، خاصة في ظل سباق التسلح القائم في المنطقة المغاربية.
وأوضح شقير ل”إعلام تيفي”، أن هذا المسعى المغربي ليس وليد اللحظة، بل يعود إلى سنة 2018، حيث بدأ التفكير الجدي في تطوير الشبكة الدفاعية للمملكة، ضمن رؤية استراتيجية شاملة تأخذ بعين الاعتبار التحولات الإقليمية والتحديات الأمنية المستجدة.
وكشف أن المغرب كان قد أبدى اهتماماً سابقاً بمنظومة S400 الروسية، لكن بعد اطلاع القيادة العسكرية على فعاليات منظومة “الباتريوت”، خصوصاً ما برز منها خلال الحرب الروسية الأوكرانية، أصبح الخيار الأمريكي أكثر إلحاحاً.
وقال شقير إن هذا التوجه يأتي أيضاً في إطار الحفاظ على توازن الردع العسكري مع الجارة الشرقية الجزائر، التي سبق أن اقتنت نظام S400، مضيفاً أن المغرب، بعد تطوير قدراته الجوية عبر اقتناء طائرات F-16 المعدلة، بات من الضروري أن يمتلك منظومة دفاع جوي متقدمة تغلق الحلقة الدفاعية ضد أي تهديدات محتملة.
وأشار الباحث إلى أن منظومة “الباتريوت”، رغم كلفتها العالية التي تصل إلى مليارات الدولارات، تتفوق من حيث الدقة القتالية، والاستشعار، والتصدي للتهديدات الجوية والصاروخية، مقارنة بـ S400، مما يجعلها رهاناً استراتيجياً للمغرب في مواجهة سيناريوهات محتملة سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي.
وفي تقييمه للترسانة العسكرية المغربية، أكد شقير أن المغرب أصبح يتوفر على تجهيزات عسكرية متطورة في الجو والبحر والبر، مستشهداً بامتلاك المملكة صواريخ “هيمارس” واهتمامها بتقوية أسطولها البحري، إضافة إلى إمكانية اقتنائها طائرات F-35 الشبحية في إطار الشراكة الاستراتيجية المتقدمة مع الولايات المتحدة.
وأكد أن هذه التحديثات العسكرية تضع المغرب ضمن الدول الأكثر تقدماً في المجال الدفاعي على صعيد القارة، مبرزاً أن واشنطن لا تبيع هذا النوع من الأسلحة المتطورة إلا لحلفاء استراتيجيين، وهو ما يعكس الثقة الدولية في المغرب كشريك موثوق ومستقر في منطقة شديدة الحساسية.





