شقير ل”إعلام تيفي”: “امتناع الجزائر عن التصويت هزيمة دبلوماسية وضغوط أمريكية قد تدفعها للحوار”

فاطمة الزهراء ايت ناصر

اعتبر المحلل السياسي محمد شقير أن امتناع ممثل الجزائر بمجلس الأمن عن المشاركة في التصويت على القرار الأمريكي الداعم للحكم الذاتي بالصحراء المغربية، شكل هزيمة دبلوماسية مدوية للجزائر، التي وجدت نفسها في موقف حرج أمام المجتمع الدولي.

وأوضح شقير ل”إعلام تيفي” أن الجزائر، بصفتها عضوا غير دائم في مجلس الأمن، اختارت الامتناع عن التصويت لتفادي الإحراج، لأن أي معارضة للقرار كانت ستكشفها كطرف لا يرغب في إيجاد حل للنزاع، وتضعها في مواجهة مباشرة مع الإرادة الدولية التي عبّرت عنها أغلبية 11 دولة صوتت لصالح القرار مقابل امتناع ثلاثة أعضاء فقط.

وأضاف شقير أن الموقف الجزائري ازداد تعقيدا بعد دعوة الملك محمد السادس في خطابه إلى الرئيس عبد المجيد تبون للتباحث بشأن تحسين العلاقات الثنائية وفتح صفحة جديدة من الحوار وحسن الجوار.

وأشار إلى أن هذه الدعوة الملكية أربكت النظام الجزائري ووضعت قيادته أمام اختبار صعب بين التفاعل الإيجابي مع مبادرة المغرب أو الاستمرار في سياسة التجاهل، وهو ما سيعزله أكثر عن محيطه الإقليمي والدولي.

ويرى المحلل السياسي أن هذا التطور، إلى جانب الموقف الأمريكي الواضح، الذي عبّر عنه مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ويتكوف، يعكس رغبة واشنطن الجادة في احتضان مفاوضات مباشرة بين المغرب والجزائر من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة.

غير أن شقير لم يستبعد أن تلجأ الجزائر، في ظل هذا الوضع الحرج، إلى تبني خطاب مزدوج ومحاولة ربح الوقت في انتظار تغييرات محتملة في الموقف الأمريكي بعد انتهاء الولاية الرئاسية الحالية.

وأشار شقير إلى أن الولايات المتحدة قد تضطر، أمام العزلة الدبلوماسية التي يعيشها النظام الجزائري، إلى مضاعفة ضغوطها عليه لإرغامه على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، مقابل تقديم بعض المكاسب السياسية أو الاقتصادية التي تساعده على تبرير أي مصالحة مستقبلية أمام الرأي العام الداخلي.

وختم بالقول إن النظام الجزائري أنفق طيلة خمسين سنة أموالا طائلة في معركة خاسرة، وها هو اليوم يجد نفسه أمام واقع جديد يفرض عليه الاختيار بين الحوار أو مزيد من العزلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى