شكدالي ل”إعلام تيفي”: “الأرقام التي اعتمدها وزير الصحة حول واقع الصحة النفسية تحوم حولها التساؤلات “
إعلام تيفي / عبد العزيز بويملالن
أثارت الأرقام التي قدمها وزير الصحة أمين تهراوي عن واقع الصحة النفسية للمغاربة، جدلا كبيرا.
وكان تهراوي قد أكد أن نحو نصف المغاربة (نسبة 48.9 في المائة) يعانون من اضطرابات نفسية في مرحلة ما من حياتهم، دون الكشف عن الدراسة العلمية التي اعتمدتها الوزارة للوصول إلى هذه الأرقام المخيفة، ما أثار ملاحظات كثيرة حول هذه الأرقام.
وفي تعليقه حول هذه الأرقام ، قال المصطفى شكدالي خبير في علم النفس الاجتماعي، إن الملاحظ هو ” عدم وجود أي إحالة على دراسة معينة، وفي حالة وجودها وقام بها فريق مغربي فهو يدخل ضمن خانة 50 في المئة، وتسقط هذه الدراسة، لأنه لا يمكن أن يكون مجتمع 50 بالمئة من أفراده يعاني من اضطرابات نفسية، وفي الوقت نفسه يكون الفريق الذي قام بدراسة الفوارق النفسية السيكولوجية ينتمي للمجتمع نفسه “.
وسجل شكدالي في تصريحه ل “إعلام تيفي”، أن تكون الأرقام المقدمة من قبل الوزير من ” وحي الخيال”، باعتبار أن الدراسات العلمية لا تعطي أرقاما بالطريقة نفسها، التي قدمت بها أرقام وزارة الصحة، متسائلا عن سياق هذه الاحصائيات و العينة التي اشتغل عليها فريق البحث العلمي حتى يمكن أن يكون دقيقا، مشيرا إلى ” أن الموضوع ربما فيه مزايدات معينة ولا يمكن أن تكون علمية”.
وتابع المتحدث ذاته: ” أن الاختلال النفسي عند أهل الاختصاص لا يتم الحديث عنه بتلك الطريقة، حيث هناك تصنيفات كثيرة للاختلال المذكور منها، الاكتئاب وهو جزء منه بالإضافة إلى الذهان والعصب وفي كل تصنيف هناك تصنيفات أخرى يجب تحديدها بشكل دقيق”، مؤكدا أن أهل الاختصاص هم من يعرفون طبيعة الاختلال، فـ” إذا كان الفريق الذي اعتمدته الوزارة من أهل الاختصاص فلتقدم النتائج بالطريقة الأقرب إلى الحس المشترك”.
وأوضح الباحث في علم النفس الاجتماعي، ” أن الدراسة المعتمدة لا يمكن أن تنتمي إلى العلم والمعرفة والفهم القائم على البحث ومناهج البحث السوسيولوجي أو السيكوسيولوجي، معتبرا في السياق ذاته الدراسة التي تأتي دون تعريف بنوعية الاختلال النفسي واهية وساقطة ولا يمكن أن يعتد بها وفق تحليل الخبير.
يذكر، أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في المغرب، سبق أن أصدر نتائج أظهرت، حسب المسح الوطني للسكان من 15 سنة فما فوق، أن %48.9 في المائة من المغاربة يعانون أو قد سبق لهم أن عانوا اضطرابا نفسيا أو عقليا في فترة من الفترات، وليس ببعيد أن يكون وزير الصحة الحالي قد اعتمد في تصريحه على هذه الدراسة التي قام بها المجلس سنة 2023.