شيات ل”إعلام تيفي”: “خطاب الملك خارطة طريق لتجديد المسؤولية وتجاوز التفاوتات”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
أكد الأستاذ خالد شيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، أن افتتاح البرلمان يشكل لحظة سياسية ودستورية مهمة، تتجاوز البعد الرمزي إلى كونها مناسبة لتوجيه البوصلة التشريعية والسياسية للمؤسسات المنتخبة.
وأوضح شيات ل”إعلام تيفي” أن الملك من خلال خطابه يحدد طبيعة الاهتمامات الكبرى التي ينبغي أن تشكل أولويات المرحلة المقبلة، خاصة فيما يتعلق بترجمة مفاهيم المسؤولية والالتقائية والتكامل بين المؤسسات إلى سياسات واقعية تلامس حياة المواطنين .
وأشار الأستاذ الجامعي إلى أن البرلمان باعتباره مؤسسة تشريعية مركزية، مدعو اليوم إلى مضاعفة الجهود في مواكبة الأوراش الكبرى التي يعرفها المغرب، سواء في مجال الحماية الاجتماعية أو في ما يتعلق بالتوازنات المجالية والتنموية، التي تشهد تفاوتا واضحا بين الجهات والمناطق.
وأكد المتحدث أن الملك سبق أن نبه إلى خطورة هذه التفاوتات المجالية، سواء كانت جغرافية أو مرتبطة بسرعة تنزيل المشاريع القطاعية، مشيرا إلى أن النجاح في تنفيذ هذه السياسات لا يتحقق إلا إذا وازاه تجديد في آليات العمل والتدبير المحلي.
وأضاف شيات أن البرلمان لا يمكن أن يشتغل بمعزل عن الحكومة، إذ إن العلاقة بين المؤسستين يجب أن تقوم على التنسيق والتكامل في تنزيل التوجيهات الملكية، معتبرا أن هذا يستدعي انخراطا جماعيا لمختلف الفاعلين والمؤسسات في بلورة رؤية جديدة للسياسات العمومية تقوم على الفعالية والمردودية وعدالة التوزيع المجالي.
وشدد الخبير في العلاقات الدولية على أن تحديث أساليب العمل داخل المؤسسات بات ضرورة ملحّة، من خلال تحديد المسؤوليات بدقة، وترشيد التدخلات، وتجويد آليات التنفيذ والتقييم، حتى يكون للأوراش الكبرى أثر ملموس على حياة المواطنات والمواطنين.
وأشار إلى أن نجاح الرؤية الملكية رهين بتغيير العقليات وتحديث المقاربات، موضحا أن التطبيق الميداني هو التحدي الحقيقي الذي يواجه البرلمان وباقي مؤسسات الدولة في المرحلة المقبلة.