صبري عبد النبي ل”إعلام تيفي” : قضية الصحراء المغربية على مشارف طي ملفها بشكل نهائي

خديجة بنيس: صحافية متدربة

تلعب التحولات الدبلوماسية الأخيرة، مثل اعتراف بعض الدول بسيادة المغرب على الصحراء المغربية وزيادة الاستثمارات والتنمية في المنطقة، دوراً مهماً في تغيير الديناميات الإقليمية والدولية المرتبطة بالصراع المفتعل، هذه التغيرات تعزز من موقف المغرب على الصعيد الدولي وتزيد من تعزيز شرعيته، مما يقلل من دعم الأطراف المعارضة ويزيد من الضغوط عليها.

في هذا السياق، أشار صبري عبد النبي، أستاذ العلوم السياسية، إلى أن قضية الصحراء المغربية شهدت تطورات ملحوظة على مدى ربع قرن. فقد حققت الدبلوماسية المغربية المكثفة نجاحات ملحوظة سواء على مستوى العلاقات الثنائية أو على مستوى السياسة الخارجية.

وأفاد المتحدث  في تصريح لموقع “إعلام تيفي” أن جلالة  الملك محمد السادس  أكد على أن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وأن قضية الصحراء تعتبر العدسة التي من خلالها ينظر المغرب إلى علاقاته الثنائية مع مختلف دول العالم، مضيفاً أن المغرب لا يتفاوض حول سيادته على ترابه.

وأبرز صبري أن الاعتراف الصريح للولايات المتحدة وألمانيا وإسبانيا ثم فرنسا، بالإضافة إلى مجموعة من الدول الأخرى، يعكس مسألة مركزية ومحورية تتمثل في أن قضية الصحراء المغربية على مشارف طي ملفها بشكل نهائي. فقد تأكدت دول العالم اليوم بشكل ملموس أن قضية النزاع المفتعل في الصحراء المغربية هي قضية فرضتها أطراف أساءت التقدير منذ خمسة عقود. اليوم، هذه الأطراف راجعت حساباتها الجيوستراتيجية ووجدت نفسها تتخبط في التيه والسراب.

وأوضح أن ترسيم المغرب لحدوده البحرية شكل صدمة لأعداء المملكة المغربية، الذين كانوا يحلمون بمنفذ إلى المحيط الأطلسي، لكن هذا الحلم تبخر في سماء تندوف. وتابع المتحدث أن نجاحات المغرب توالت منذ عودته إلى الحضن الإفريقي على المستوى الخارجي، بينما على المستوى الداخلي، شكلت الاستثمارات في الأقاليم الجنوبية ورقة رابحة في هذه القضية. فقد رصد المغرب مبالغ كبيرة لتنمية الصحراء المغربية على مختلف الأصعدة، مما جعل الأقاليم الجنوبية وجهة استثمارية تستقطب المستثمرين من كافة أنحاء العالم.

 

كل هذا يدل على أن المغرب حقق نجاحات غير مسبوقة، في حين أن خصومه عانوا من انتكاسات غير متوقعة، وبحسب المتحدث فقد التقط العالم رسائل المملكة التي تؤكد أن المغرب بلد مستقر وآمن، ذو حضارة عريقة يدافع عن سيادته على ترابه بطرق منطقية وعقلانية، بعيداً عن الروايات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، تلك التي يطرحها الخصوم.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن فرنسا اليوم أُجبرت على الاعتراف بسيادة المغرب على ترابه، وأن السيادة، وفقاً للقانون الدولي، لا تقبل التجزئة ولا تتقادم. وأضاف أن المغرب يمتلك حرية التوسع والامتداد على مختلف الأصعدة، من الشمال والجنوب إلى الشرق والغرب، وهو صاحب الحق التاريخي والقانوني في جميع أقاليمه، بما في ذلك الأقاليم الجنوبية.

وأشار المتحدث إلى أنه حان الوقت ليطالب المغرب باسترجاع صحرائه الشرقية، وهذا الملف من المؤكد أنه سيُفتح في المستقبل، لأن الصحراء الشرقية جزء لا يتجزأ من التراب المغربي.

على العموم، فقد أظهرت الدبلوماسية الملكية خلال ربع قرن من الزمن قدرة على تنويع العلاقات، وتحقيق النجاح، وتطوير الاستثمارات، مما برهن على أن المملكة المغربية عازمة على المضي قدماً في تقدمها وتطورها، خاصة في الأقاليم الجنوبية. وخلص صبري أن ما سيتحقق بحلول عام 2030 سيكون سلسلة من التقدم المستمر حتى تستعيد المملكة كافة أراضيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى