صرخة ساكنة سيدي عبد الله بن مبارك.. منازل طينية مهددة وطرق معزولة تكشف غياب التنمية

فاطمة الزهراء ايت ناصر
أكد الفاعل الجمعوي عبد الله كارا، أن أبرز معاناة ساكنة جماعة سيدي عبد الله بن مبارك بإقليم طاطا ترتبط أساساً بضعف البنية التحتية وتعقيد المساطر الإدارية، الأمر الذي يفاقم أوضاع السكان البسطاء في منطقة قروية ما تزال تفتقر لأبسط شروط العيش الكريم.
وكشف المتحدث ل”إعلام تيفي” أن عدداً كبيراً من المنازل بالمنطقة مبنية من الطين، ويعود معظمها لأشخاص محدودي الدخل، مضيفاً أن من يتوفر على مبلغ بسيط للبناء يصطدم بواقع مرير، إذ يُفرض عليه أداء 16 ألف درهم كرخصة للبناء، وهو مبلغ يفوق قدرة ساكنة الدواوير التي تعاني أصلاً الهشاشة.
وأوضح كارا أن الطرقات تمثل أحد أبرز التحديات التي تعرقل التنمية المحلية، مشيراً إلى أن الطريق الرابط بين أقا وجماعة سيدي عبد الله بن مبارك في المدخل الغربي لأقا لا تسمح بمرور سوى شخص واحد، وإذا صادف اثنان بعضهما يضطر أحدهما للتوقف”.
وأضاف أن الطريق القادمة من طاطا نحو أكادير أزرو مهترئة، فيما الطريق الثانية نحو تكادير وتوريرت الرحالة آيت رحال لا تتوفر على أبسط شروط السلامة.
وفي السياق الصحي، اعتبر المتحدث أن الوضعية “كارثية”، حيث تضطر النساء الحوامل إلى قطع أكثر من 100 كيلومتر نحو تارودانت أو تزنيت من أجل الولادة، ما يشكل خطراً كبيراً على حياتهن، مؤكداً أن “بعض النساء يفقدن حياتهن في الطريق بسبب بعد المستشفيات وانعدام البنيات الصحية الأساسية”.
أما بخصوص مشروع قنطرة أمود، فقد أوضح كارا أن هذا الورش استنزف ميزانية ضخمة تناهز 14 مليار سنتيم، صُرف منها 5 مليارات وظلت 9 مليارات معلقة، ورغم مرور سنوات فإن المشروع لا يزال في طور الإنجاز، مطالباً بتوضيح رسمي حول سير الأشغال والشركة المستفيدة، خصوصاً أن الموارد المستعملة تستخرج من الوادي والجبل دون استفادة حقيقية للساكنة.
وانتقد كارا غياب التمثيلية البرلمانية الفعلية للمنطقة، معتبراً أن نواب الإقليم لا يمثلون الساكنة بل يمثلون مشاريعهم الخاصة، ولو كانت لهم إرادة لتم توفير أبسط الخدمات مثل النقل المدرسي لفائدة التلاميذ.
ولفت إلى أن المشاريع التي جرى تدشينها بالإقليم مؤخراً بمناسبة عيد الشباب قديمة وسابقة ولا تستجيب لحاجيات الساكنة الحالية.
مؤكداً أن جماعة سيدي عبد الله بن مبارك، بالنظر لمداخلها ومؤهلاتها، “دكان من المفروض أن تتحول إلى مركز تنموي يوفر للساكنة الخدمات الأساسية، غير أن فشل المنتخبين وتهالك البنية التحتية جعلاها غارقة في التهميش.